قال وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، الثلاثاء، أن هناك جهات تعمل على محاربة المذهب المالكي في الجزائر، كاشفا عن تخصيص 100 مليون دينار لطبع البحوث والمقالات الحافظة للمرجعية الدينية ببلادنا، فضلا عن لقاء يضم أعضاء مجمع الفقه المالكي نهاية الأسبوع القادم لتدارس كيفية تكريس الهيئة وتحويل مهامها إلى إصدار الفتاوى فيما بعد. ولدى افتتاحه فعاليات الطبعة الرابعة عشر للملتقى الدولي للمذهب المالكي بعين الدفلى حول "الاتجاه المقاصدي في المذهب المالكي"، استنكر الوزير ما تقوم به بعض الجهات "التي تتآمر مع دوائر استخباراتية" على حد قول الوزير الذي وصفها بالاستعمار الحديث "تعمل على سلخ الجزائريين من مالكيتهم. في حين يكون الهدف من ذلك محاولة إضعاف الأمة والتشكيك في نسبها حتى يصبح الواحد منا يفتخر بطائفيته أكثر من افتخاره بانتمائه للإسلام". وأشار عيسى إلى أن مجمع الفقه الإسلامي سيجتمع في الأسبوع القادم بحضور باحثين ومساعدين وعلماء لأجل ترسيخ الهيئة وترشيد طريقها لتكون فيما بعد مخولة للإفتاء، داعيا إلى تزويدها بمقالاتهم وبحوثهم حول المرجعية الدينية، معربا عن عزم الدولة على طبع الانتاجات الهادفة بعد أن تم تخصيص 100 مليون دج للعملية. واعتبر الوزير ملتقى الطبعة الرابعة عشر بعين الدفلى وسيلة من بين الوسائل للخروج من اللغط حول أدعياء الإسلام المنتجين للكراهية والعنف والتمييز، والخطاب المتشدد الذين يرومون به كره الآخرين وكره علمائنا عبر وسائط الاتصال الاجتماعي، معتبرا الملتقى فرصة للابتعاد عن التقسيم والتشرذم. وكشف الوزير عن لقاء وطني للنخبة سيكون نهاية الشهر الجاري بمدينة وهران لاقتراح الحلول الممكنة من خلال مناقشة "ظاهرة النحلية"، معتبرا اللقاء أول خزان علمي حقيقي جزائري تنتج فيه الأفكار، وتقدم عبره كل الاقتراحات التي ترفع للسلطات العليا التي تقوم بتكريس خطة متكاملة بين كل الهيئات يتقدمها الأئمة والجمعيات ومراكز البحث للدفاع عن المرجعية المشتركة، معتبرا الجهود المبذولة اليوم والوضعية الراهنة نتيجة تجربة ناجحة تتشرف بها الجزائر، وتتقاسمها مع نظيراتها من الدول العربية بعد أن خاضت تجربة أليمة راح ضحيتها 114 إماما و100 إعلامي وآخرين اغتيلوا بكل برودة. كما قال عيسى ردا على سؤال حول التصريحات الأخيرة للشيخ فركوس، إن مصالح الأمن والعدالة "هما الجهتان المخولتان للحكم على تصريحات الرجل إن كانت عادية أو مخلة"، مضيفا "نحن كجزائريين علينا الذود عن مرجعيتنا.. وكثير من الجزائريين بيّنوا لفركوس خطيئته وتبعات من يتلقف كلامه من ضعاف العقول الذين يحولون ذلك إلى كراهية وتشنج". وكشف عيسى من جهة أخرى، أن 7 أئمة أمريكيين سيزورون الجزائر شهر سبتمبر القادم، للاطلاع على تجربتها في مكافحة التطرف.