أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، أمس، من عين الدفلى، أن الجزائر «ترفض وتحارب الممارسات الدينية الرامية إلى زرع الكراهية والعنف»، مشيرا إلى أن الإسلام في جوهره «دين موحد يحظر العنف بجميع أشكاله»، معلنا عن تخصيص غلاف مالي بقيمة 100 مليون دينار لترقية عمل العلماء الجزائريين حول المذهب المالكي. وشدد الوزير في افتتاح الطبعة الرابعة عشرة للملتقى الدولي للمذهب المالكي الذي تحتضنه ولاية عين الدفلى، على مدار ثلاثة أيام، على أن ميثاق المصالحة الوطنية الذي بادر به رئيس الجمهورية، والذي وافقت عليه الأغلبية الساحقة من المواطنين يعكس الاهتمام بالحفاظ على وحدة الأمة ضد كل محاولات التقسيم و تجزئة وحدتها، معتبرا المذهب المالكي «المرجع الديني الوطني، «حيث وحد هذا المذهب دائما الجزائريين وكان حصنا لهم ضد محاولات إثارة الشقاق». وبرأي الوزير فإن «محاولات بعض المخابر الأجنبية التي تهدف إلى تقويض المذهب المالكي في الجزائر أو حتى محوه، ليس الهدف منها إدخال الجزائريين إلى الجنّة ولكن زرع الفتنة وتشتيت وحدة البلاد». وذكر في هذا السياق بأن مجمّع الفقه الإسلامي الذي تتمثل مهمته في مواجهة الاعتداءات التي تطال المرجع الديني الوطني سيجتمع الأسبوع المقبل، في الجزائر العاصمة، مشيرا إلى أن هذا الكيان الأكاديمي الذي يضم مثقفين وباحثين سيبدأ عمله المتمثل أساسا في إصدار فتاوى. تخصيص 100 مليون دينار لترقية المذهب المالكي في سياق متصل أعلن وزير الشؤون الدينية والأوقاف، عن تخصيص غلاف مالي بقيمة 100 مليون دينار لترقية أعمال العلماء الجزائريين المهتمة بالمذهب المالكي، مشيرا إلى أن هذا المبلغ سيخصص لطبع أعمال العلماء والباحثين الجزائريين ومساهمتهم في المذهب المالكي عبر التاريخ. واعتبر السيد عيسى، بأن مساهمة العلماء الجزائريين في المذهب لا تزال مجهولة «بالرغم من أن هذا الاتجاه الذي يشير إلى المرجع الديني الوطني كان متجذرا لدى السكان لعدة قرون»، مؤكدا في هذا ضرورة إبراز عمل العلماء الجزائريين الذين ساهموا دوما في إرساء الممارسة الدينية بطريقة تتنافى مع الجمود وتحظر جميع أشكال التطرّف. من جهته أكد عضو هيئة العلماء في المملكة العربية السعودية الشيخ صلاح بن عبد الله بن محمد بن حميد، حقيقة الدين الإسلامي الذي يعمل على الحفاظ على المصلحة العليا للأمة ووحدتها، فيما اعتبر رئيس المركز الإسلامي راشد بن سعيد، بالإمارات العربية المتحدة، الشيخ أحمد نور سيف، أن استحداث ملتقى المذهب المالكي ساهم كثيرا في نشر رسالة تدل على أن الإسلام هو دين التسامح ودين حق. للإشارة يشارك في هذا الموعد السنوي أكثر من 1000 مشارك بما في ذلك أكاديميين جزائريين و شخصيات وضيوف من 13 دولة إسلامية سيناقشون على مدار ثلاثة أيام موضوع «الاتجاه المقاصدي في المذهب المالكي». كما تعرف هذه الطبعة المنظمة بالتنسيق بين كل من وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ومصالح ولاية عين الدفلى، مشاركة شيوخ زوايا وممثلي مديريات الشؤون الدينية ل48 ولاية من الوطن.