نظرة المرأة "المثقفة" إلى الزواج دائما تكون نظرة رعب واستعباد وقهر، لعدة أسباب ظاهرية وباطنية، فهي تحاول قدر الإمكان أن تجد استقرارا يعادل الكفتين لميزان الحياة، حتى تغير نظرتها للزواج من رعب إلى حب، لكن هيهات في مجتمع أصبح البحث فيه عن الحب والاستقرار والزواج السليم، مثل البحث عن إبرة في كومة قش، لكن الأفكار هي أساس العيش في هذه الحياة، ربما تكن البنت متحررة وتملك فكر علماني فترى أن الزواج استعباد، والرجل لن يقدر منها إلا جسدها عكس روحها الطيبة التي تريد أن تكون ملاكا خاصا يهتم به الزوج اهتمام الملوك للملكات، وممكن تكون المرأة ناجحة ولها عمل كبير وترى أن الزواج مجرد ضياع للوقت، وأن إنجاب الأولاد مجرد عرقلة من العراقيل التي تعرقل مسارها المهني الناجح بامتياز وهذا أسلوب أجنبي بعيد كل البعد عن عادات وتقاليد المجتمع الإسلامي، وممكن تكون المرأة من عائلة ميسورة ومثقفة فتجدها تنادي يوميا على تحرير المرأة من رجل كون أن نظرتها العلمية للزواج هو عبودية خالصة إلى أن تتم الشروط التعجيزية التي تطلبها من الرجل للموافقة على الزواج . يظل مشكل المرأة والرجل من رهائن الحياة، لأنهما دائما ما يربطهما القدر يبعضهما البعض عن طريق الزواج لإكمال الكون، لا نريد التطرق لموضوع الأديان ونصيبها من الفكر لمعتقدات الزواج، وإنما نريد أن نحكي بصفة واقعية لما يحدث على المباشر في الحياة، المرأة لها حدود في السن حينما تدخل إلى مستنقع العنوسة، لتجد بعدها كل سهام الحياة موجهة لها بطرح أسئلة ثقيلة وأصحابها مرضى نفسيا، لما لم تتزوج؟ أهي مريضة ولا تقدر على الإنجاب؟ هل يمكن أن تكون فاسدة؟ هل هي مملة عند الرجل؟ أو متى نفرح بيك؟ لهذا تخاف من أن تتزوج من رجل تعتقد أنها ستصبح جارية له، وتخاف من الجهة المقابلة أنياب المجتمع من أكلها حية ترزق، لهذا تظل على فلسفتها مسافرة عن فكرة الزواج، وغير خائفة من العنوسة، ومستعدة للمجتمع إلى أن تجد نفسها مأكولة العقل، وقلبها تحول إلى صحراء قاحلة من الوحدة التي فرضتها ثقافتها عليها، فيتحول الشعار من "لا زواج ولا عبودية" إلى "أريد أن أكون أما" فهذه هي المشكلة بالتحديد، تغلق حياتها أمام كل رجل يطلبها للحلال طول سنين، بدون أن تعطيه فرصة ولا تكلمه عن نفسها ولا عن ما تريد.. واحد من عشرة من رجال الدين ربما من أقدموا على خطبتها يرى فيها روحا جميلة وليس جسدا ينهش، فيوافق على طلبها ويخرجها من التفكير الخاطئ للزواج، إلا أن عنادها ينتهي عندما تجد نفسها مصابة بداء الوحدة والاشتياق إلى الأمومة، تسقط في فخ العبودية بالتحديد فهناك من يستغل عنوستها وكأنه قدم خدمة اجتماعية إنسانية لها كونه تزوجها، فيحولها إلى جارية بكل المقاييس،كون أن هذا الزواج كان للرغبات وليس اتفاق على شراكة حياة، وهذا ما جعلنا نسمع في الحياة عن علاقات فاشلة وقصص مأساوية عن الزواج لا يفرح منها حتى الشيطان، وتجعل الجميع يهرب من الزواج الصحيح والمعتدل والرضا بالقدر خيره وشره.