عادت وزارة الداخلية والجماعات المحلية أمس الثلاثاء لتضع النقاط على الحروف بشأن تفجيرات "الأربعاء الأسود"، التي استهدفت قصر الحكومة ومقر الشرطة القضائية شرق العاصمة، وجددت تأكيدها من خلال بيان أوردته وكالة الأنباء الجزائرية، على أن أدوات التفجيرات الاستعراضية الأخيرة، من سيارات وانتحاريين، كانت " جزائرية ". ووصفت مصالح نور الدين يزيد زرهوني، المعلومات التي أشارت إلى أن السيارات التي استعملت في هذه التفجيرات جاءت من الخارج، ب "المعلومات الخاطئة". بيان وزارة الداخلية والجماعات المحلية أكد أن "السيارات المستعملة في اعتداءات يوم الأربعاء 11 أفريل الجاري بالجزائر العاصمة، كانت كلها مرقمة في الجزائر"، كما أكدت أيضا على أن "الضالعين في هذه الاعتداءات، الذين تم التعرف على هويتهم إلى حد الآن كلهم جزائريون"، حيث تبين أن مفجر قصر الحكومة المدعو "معاذ بن جبل" ينحدر من منطقة باش جراح بالعاصمة، في حين أن "أبو دجانة" مفجر مقر الشرطة القضائية بباب الزوار من منطقة تليملي، في انتظار التعرف على هوية العنصر الثالث، المدعو "أبو ساجدة". ما أوردته وكالة الأنباء الجزائرية أمس يصب في خانة ما قاله وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين يزيد زرهوني، خلال الجولة التي قادته الخميس الماضي إلى مستشفيات العاصمة للاطلاع على وضعية جرحى تفجيرات 11 أفريل المنصرم، حيث قال زرهوني وهو يرد على سؤال حول موقفه من تبني منظمة القاعدة لهذه التفجيرات، "أن تسمي هذه الجماعات نفسها القاعدة أو الجماعات الإسلامية، أو غير ذلك من التسميات، هذا لا يهم. بالنسبة إلي، إن نفس الأشخاص هم من يقومون بنفس العمليات الإرهابية"، وتابع الوزير قائلا "إننا نعرف أنهم جماعة درودكال المدعو أبو مصعب عبد الودود أمير الجماعة السلفية للدعوة والقتال، المحاصر في جبال بجاية، وما هذه التفجيرات سوى آخر عملياته"، مشيرا إلى أن "القضاء النهائي" على نشاط دروكدال ومن معه، يتعلق بقدراتنا على التحسيس واليقظة". ويبدو من هذه التوضيحات المتتالية لمصالح يزيد زرهوني حول نفس المسألة، أن وزارة الداخلية تريد التأكيد على أنها ترفض الانسياق وراء الكثير من التخريجات السياسية والإعلامية، التي قدمت الجزائر في الأشهر الأخيرة، على أنها أصبحت مسرحا لنشاط فلول تنظيم القاعدة، في سياق منطق التمدد الذي يطبع إستراتيجية هذا "التنظيم الأخطبوطي"، الذي قالت بيان صادرة عنه، نقلتها مواقع الكترونية منسوبة إليه، أن الجماعة السلفية للدعوة والقتال، تحولت إلى ما يعرف ب "قاعدة الجهاد في المغرب الإسلامي"، تأكيدا لالتحاقها بهذا التنظيم الدولي. فوزير الدولة يزيد زرهوني إذن، وكما جاء على لسانه، يرى بأنه لم يتغير شيئ في إستراتيجية بقايا الجماعات المسلحة الرافضة لمشروع السلم والمصالحة الوطنية، ما دام أن أسماء من يقود هذه الجماعات وعناصرها أيضا، هي نفسها التي كانت ولا تزال تحصد أرواح الجزائريين بلا مبرر، فيما يبدو أنه رسالة لأطراف خارجية لم يسمها، تسعى برايه، إلى فرض نفسها كطرف تكون كلمته مسموعة، في أية معركة ضد تنظيم القاعدة، الذي أصبح في نظر الكثير من المتتبعين ، مشجبا علقت عليه الولاياتالمتحدةالأمريكية، مبررات غزو دولتي العراق وأفغانستان. محمد مسلم:[email protected]