تشير أرقام حديثة تناقلتها وكالات الأنباء العالمية حول عدد ضحايا العمليات الانتحارية وقتلى الجماعات الإرهابية في الجزائر خلال شهر ديسمبر المنصرم، الى حدوث تزايد كبير في عدد القتلى حيث بلغ 56 قتيلا مقارنة بستة فقط خلال شهر نوفمبر الماضي، ليصل إجمالي عدد القتلى في 2007 إلى 491 قتيل. وجاء التفجير المزدوج بالعاصمة في 11 ديسمبر اللذين استهدفا مبنى المجلس الدستوري ومقر المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة بكل من بن عكنون وحيدرة وخلفا مقتل 37 شخصا وجرح العشرات، إضافة إلى التفجير الانتحاري الذي هز مقر الأمن الحضري بالناصرية ببومرداس والذي خلف خمسة قتلى وأزيد من 40 جريحا، والهجومين على مقر للشرطة بالأخضرية ودورية للدرك بسوق الحد الشهر الماضي، لتساهم في جعل شهر ديسمبر الأكثر دموية خلال الثلاثي الأخير من العام 2007 ، والثاني دموية بعد شهر أفريل الماضي حيث بلغ فيه عدد ضحايا العمليات الانتحارية وقتلى الجماعات الإرهابية على يد قوات الأمن والجيش الوطني الذروة بمصرع 81 قتيل، وعشرات الجرحى، وكانت تفجيرات الحادي عشر أفريل التي استهدفت قصر الحكومة ومقر الشرطة بباب الزوار ، وخلفت 33 قتيل و225 جريحا، ساعدت في ارتفاع هذه الحصيلة. وتشير هذه الأرقام التي نشرتها وكالات الأنباء ،أنه خلال شهر ديسمبر أيضا قتل ستة جنود وأصيب ثمانية آخرون في اشتباكات أخرى منفصلة مع الجماعات الإرهابية، أدت إلى مصرع 13ارهابيا. كما قتل ثلاثة من ضباط الشرطة في التفجير الانتحاري الذي استهدف مقر الأمن بالناصرية الأربعاء الماضي. ويلاحظ خلال النصف الثاني من العام المنقضي تصاعد وتيرة التفجيرات الانتحارية والهجمات الاستعراضية لما يسمى تنظيم القاعدة في بلد المغرب الإسلامي " الجماعة السلفية للدعوة والقتال" سابقا، والتنويع في أساليب عملياتها كرد على التضييق الكبير التي تفرضه عناصر الأمن وقوات الجيش من خلال عمليات التنشيط الواسعة، التي بدأت مؤخرا في تطبيقها وفق خطط أمنية جديدة تمس ولايات العاصمة، تيزي وزو، وبومرداس على وجه الخصوص . خير الدين.بن زعرور ( الشروق أون لاين)