كشف الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، عبد المومن ولد قدور، الإثنين، أن الشركة تخسر أكثر من 8 مليار دولار في السنة، دون أن يعرف أين يذهب هذا المبلغ. وقال ولد قدور، خلال ندوة حول "الانتقال الطاقوي والتنويع الاقتصادي" نظمها مجلس الأمة، إن الشركة تعمل على وضع إستراتيجية تجنبها هذه الخسارة في غضون 2021. وتحدث عن مغادرة 10 آلاف عامل لسوناطراك خلال الثلاث سنوات الأخيرة بسبب التقاعد المسبق، والعروض المغرية التي تصلهم من شركات أجنبية أخرى، معترفا بأن الشركة غير قادرة على مواجهة النزيف الكبير في إطاراتها. وفي هذا السياق قال ولد قدور: "لا يوجد حل للحفاظ على إطارات وكوادر الشركة في مواجهة الشركات الأجنبية"، مضيفا "ليست لدينا القدرة ولا الإمكانيات للحفاظ عليهم"، في إشارة إلى عدم قدرة سوناطراك على دفع أجور لعمالها تكون في مستوى الأجور التي تمنحها الشركات الأجنبية. وأكد أن الشركة تطمح إلى تحقيق 60 مليار دولار من العائدات في آفاق 2030 وفق الإستراتيجية المحددة من طرف الشركة، حيث يتم توجيه 50 بالمائة من هذه العائدات إلى خلق الثروة الوطنية والنصف الآخر منها يتم توجيهها إلى الاستثمارات المختلفة والاحتياطات. وجاء عرض أن الشركة تمر بمرحلة صعبة بفعل عوامل عدة، ترتكز أولها على نفاذ الحقول التاريخية التي كانت تعتمد عليها في التمويل والجباية، زيادة على الأمور التنظيمية التي تتعقد أكثر وأكثر – حسب ولد قدور – ما يتوجب على المؤسسة الاعتماد على استراتيجية تخدم مصالحها وعائداتها السنوية. ودافع ولد قدور، عن خيار الشركة بشراء مصفاة في إيطاليا لتكرير النفط الجزائر، وذلك رغم الانتقادات التي وجهها خبراء بسبب قدم المنشأة النفطية، وقال بان الاستثمار في تلك المصفاة جاء للحفاظ على مصالح الدولة، مشيرا إلى أن التذبذب الكبير في أسعار المحروقات يفرض على سوناطراك التوجه نحو تكرير النفط الخام للتقليل من تداعيات تراجع الأسعار وانخفاض المداخيل. وفي هذا السياق، انتقد ولد قدور، الإستراتيجية التي كانت متبعة لحد الآن، وقال "من غير المنطقي أن لا تكون للجزائر وحدة لتكرير المحروقات في 2018″، مشيرا إلى لأن الشركة قررت التوجه نحو هذه السياسة التي تمنح قيمة إضافية أكبر من بيع الخام للخارج، وقال بان الاتفاق الموقع مع الشركة الفرنسية "توتال" سيسمح بانجاز وحدة بطاقة تكرير تقدر ب 500 ألف طن منها 70 ألف طن موجهة للسوق المحلية لتلبية الطلب من قطاع تركيب السيارات. وقال إن إستراتيجية سوناطراك المستقبلية هي العمل على إدماج الشركات المحلية في أنشطتها الصناعية، بإشراك أكبر عدد ممكن من تلك الشركات في المجالات التي تخص صناعة المحروقات، مبديا استعداد الشركة الوطنية للمحروقات لمساعدة تلك الشركات على اكتساب المهارات التكنولوجية من خلال الشراكة الأجنبية. من جهة أخرى، دعا الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك عبد المومن ولد قدور، إلى عرض حصيلة الشركة الوطنية للمحروقات ومخطط تطويرها سنويا سنويا أمام غرفتي البرلمان. ودعا المسؤول أعضاء مجلس الأمة ومؤسسات الدولة الأخرى إلى الإسهام في تحويل سوناطراك من مؤسسة "بيروقراطية" إلى مؤسسة تجارية "في خدمة الشعب والدولة". كما أوصى المدير العام للمجمع بتشجيع التواصل داخل سوناطراك وبين المجمع ومحيطه من أجل تضافر الجهود في خدمة تطوير الاقتصاد الوطني. وقال ولد قدور "لقد لاحظت بعد تعييني على رأس سوناطراك (في مارس 2017) نقص التواصل داخل المجمع"، مضيفا "نحن نسعى من أجل تغيير هذا الوضع وتشجيع التواصل على جميع المستويات".