أضفى لاعبو وأنصار شباب قسنطينة الفرجة في مباراة الاختتام التي نشطوها سهرة الجمعة في سهرة كروية تاريخية طغى عليها الجانب الاحتفالي أمام نادي بارادو، وبصرف النظر عن انتهاء المباراة بنتيجة التعادل، إلا أن الجميع كان منتشيا بالظروف التنظيمية والصور الجميلة التي صنعها السنافر في مدرجات ملعب الشهيد حملاوي، بشكل يؤكد ثقل أنصار شباب قسنطينة على المستوى الوطني والإقليمي. كانت مباراة نادي بارادو بمثابة حفلة اختتام مسيرة شاق على مدار الموسم، حيث عرف شباب قسنطينة كيف يخطف الأضواء، بعدما تمسك بكرسي الريادة منذ الجولة الخامسة من البطولة، وفرض منطقه في ملعب حملاوي وخارج القواعد، وهو المر الذي جعل طموح نيل اللقب يكبر بمرور جولات البطولة قبل أن يتم الحسم في الجولات الأخيرة، موازاة مع تراجع مولودية الجزائر وكسب عديد المباريات الحاسمة، على غرار مواجهة اتحاد الجزائر وشبيبة القبائل والتعادل المسجل في عين تموشنت على حساب مولودية وهران. الشباب حطم جميع الأرقام وأكد أحقيته باللقب عرف شباب قسنطينة كيف يتفاوض مع مشوار البطولة من موقع قوة، تحت قيادة المدرب عمراني الذي عرف كيف يمنح الوصفة المناسبة للتشكيلة، ما جعل الفريق ينفرد بمقعد الريادة منذ الجولة الخامسة من البطولة، وتمسك بها إلى غاية انتهاء الموسم، وحقق شباب قسنطينة أفضل الأرقام من جميع النواحي، فهو صاحب اكبر عدد من الانتصارات ب 15 فوز، وحقق التعادل في 8 مناسبات، مقابل الانهزام في 5 مباريات فقط، كما خطف الخط الهجومي الأضواء، بعدما وقع 36 هدفا، حيث سجلت نصف الحصيلة من طرف الهداف عبيد (16 هدفا)، ما جعل هجوم الشباب يحتل المرتبة الرابعة وراء اتحاد الجزائر ومولودية الجزائر ومولودية وهران، في الوقت الذي تلقى الدفاع 26 هدفا، وهو ثاني أفضل دفاع بعد دفاع القاطرة الخلفية للنصرية، وعلى ضوء هذه الأرقام يتأكد حسب الكثير بأن شباب قسنطينة لم يسرق اللقب، والأكثر من هذا اقنع الفنيين والمتبعين الذين أشادوا بمشوار النادي، ما جعلهم يرشحونه بإحراز البطولة قبل الأوان، خاصة وأن أبناء المدرب عمراني صنعوا الفارق بنتائج ايجابية خارج القواعد وأمام أندية تلعب ورقة اللقب على غرار اتحاد الجزائر ووفاق سطيف وغيرها من الأندية الطموحة. خبرة عرامة وعمراني صنعت الفارق وعبيد هداف بامتياز ويجمع الكثير من المتتبعين لمشوار شباب قسنطينة بان أبناء سيرتا تجاوزا هذا الموسم مشكل التسيير الذي كثيرا ما اخلط الحسابات في المواسم السابقة، حيث أن توكيل مهمة تسيير النادي للمناجير العام طارق عرامة سمح بصنع الفارق، خاصة في ظل خيرة هذا الأخير الكروية ونظرته الايجابية من الناحية الإدارية، إضافة إلى حنكته في التواصل والتحلي بالمرونة، وهو الأمر الذي جعل طارق عرامة يساهم في عودة شباب قسنطينة إلى واجهة الألقاب، وبالمرة تكرار ملحمة 1997 التي جعلت أبناء الصخر العتيق قادرون على تكريس تقاليد في هذا الجانب، خاصة في ظل البصمة التي تركها المدرب عمراني الذي عرف كيف يقود العناصر القسنطينية إلى التتويج بأداء مقنع ومسار ايجابي، كما أشاد الكثير من المتتبعين بإمكانات بعض اللاعبين الذين صنعوا الفارق، وفق مقدمة ذلك الهداف عبيد الذي سجل 16 هدفا، ما جعله يحتل المرتبة الثانية ضمن هدافي البطولة الوطنية، والكلام ينطبق على عناصر أخرى برزت بشكل لافت، إضافة إلى روح المجموعة التي ميزت تعداد هذا العام، ما جعل التتويج في نظر المتتبعين بمثابة تحصيل حاصل، نتيجة جملة من العوامل التي صبت في صالح "الخضورة". "السنافر" علامة مسجلة ويطالبون بتكريس ثقافة الألقاب وإذا كان شباب قسنطينة قد صنع الحدث هذا الموسم بمسيرة ميزها الكثير من التميز، إلا أن رأس المال الحقيقي للنادي هو جمهوره العريض الذي صنع لوحات جميلة في مدرجات ملعب حملاوي وفي مختلف الخرجات التي قادت أبناء عمراني إلى مختلف ملاعب البطولة، وهو ما يجعل السنافر بمثابة علامة مسجلة باعتراف المتتبعين للشأن الكروي بالجزائر، آخرها اللوحات الجميلة التي نعها خلال جولة اختتام الموسم، بمناسبة مباراة نادي بارادو التي عرفت تسلم زملاء القائد بزاز درع البطولة من رئيس الاتحادية زطشي، وإذا كان أنصار شباب قسنطينة قد برهنوا مجددا على ثقلهم الحقيقي على المستوى الوطني، ناهيك عن وقفتهم الايجابية مع فريقهم، إلا أن مطلبهم منصب من الآن على ضرورة تكريس ثقافة الألقاب لفريق يملك ماضي كروي كبير وشعبية واسعة، وهي الرسالة التي فهمها المناجير طارق عرامة الذي وعد بتشكيل فريق يكون في مستوى تطلعات أنصاره في المواسم المقبلة، وبالمرة تعزيز المكسب المحقق هذا الموسم بمشاركات قارية وإقليمية مشرفة وألقاب نوعية تزين خزينة النادي مستقبلا.