أنشئت مفرغات عشوائية في الجهة الشمالية الشرقية من المحمية سندروس الواقعة ببلدية العقلة جنوب عاصمة ولاية الوادي، بعد تجميد مشاريع مراكز الردم التقني للنفايات، بالإضافة لامتلاء خنادق الردم التقني، على غرار مركز الردم بوادي العلندة، الذي يعالج نفايات عاصمة الولاية وبلدية امية ونسة ووادي العلندة، والبياضة والنخلة والرباح. وذكر عدد من ملاك بعض الغيطان البالغ عددهم أزيد من 70 غوط نخيل بنظام السقي "البعلي"، في المحمية بمنطقة سندروس، أنهم تقدموا بشكاوى رسمية لوقف استنزاف عذرية المحمية التي يتواجد بها أزيد من 6 ألاف نخلة بالمنطقة، من طرف بلدية العقلة، التي لم تجد مكانا لرمي النفايات سوى منطقة سندروس، المحمية بموجب القرار الولائي 09-228 المتضمن حماية نظام الإنتاج الزراعي البعلي بمنطقة سندروس، والذي عدل بقرار 014/717 بتاريخ 14 مارس 2014، أين تم تحديد إحداثيات المحمية. كما اشتكى هؤلاء الفلاحون، من زحف الزراعة المسقية على نخيلهم الذي يعتمد طريقة السقي التقليدي "الغوط"، وهو ما يهدد ثروة النخيل البعلي بسبب غور المياه، إذا لم يتوقف فلاحو البطاطا من استنزاف المياه الجوفية بطريقة فجة على مقربة من غيطان النخيل، ورغم أن غيطان سندروس مسجلة ضمن التراث الزراعي العالمي من طرف منظمة " الفاو"، كابتكار إنساني فريد من نوعه، ويعتبر موروث عالمي يجب المحافظة عليه، إلا أن زراعة البطاطا والمحاصيل الموسمية وما تذره من مال، ألغى بشكل فظيع أهمية الغوط ونخيله ونوعية تمره الجيد، وأصبح مهدد من جميع النواحي، في ظل عدم تطبيق القرار الولائي الذي يمنع أي زراعة مسقية على مقربة من المنطقة وغيطان النخيل. وحسب الرئيس السابق لجمعية الوفاق لنخيل البعلي، فإن المخاطر البيئية وزحف المساحات المسقية وغيرها من الممارسات التي أصبحت تشكل تهديدا مباشرا لثروة نخيل البعلي، تزداد يوما بعد يوم، رغم وقوفهم في وجه الاعتداءات وتبليغ السلطات بما يجري، غير أنه تكلم بحسرة بأنه إذا تمكن المُعتدون على محو أثار غيطان البعلي فلن تعود مجددا إلى سابق عهدها، وعندها لن ينفع عظ الأنامل ندما على الاستهتار بهذه الثروة، ويومها سيبكي المستهترون كالنساء على ثروة لم يحافظوا عليها كقلب رجل واحد. وتجدر الإشارة، حسب مصدر مطلع، أن تجميد مشروعي الردم التقني بكل من بلدية سيدي عون، والذي يغطي نفايات بلدية سيدي عون، المقرن، الدبيلة، وحساني عبد الكريم، الطريفاوي، وحاسي خليفة، أما المشروع الثاني لمركز الردم التقني للنفايات، الواقع شمال بلدية الرقيبة، ويغطي كل من قمار، ورماس، كوينين، وتغزوت، فقد ألقى بظلاله على الوضع البيئي بالولاية بصفة عامة، وهو ما عجّل من وصول المراكز الحالية إلى درجة التشبع واستنفاذ طاقة استيعابها للنفايات، مما جعل بعض البلديات تلجأ إلى رمي النفايات بشكل عشوائي، على غرار ما وقع بمحمية سندروس ببلدية العقلة. ويطالب ملاك الغيطان سالفي الذكر، من الوالي بالسهر على تنفيذ القرار الولائي الذي يكرس حماية منطقة سندروس، وإيجاد حل للنفايات التي ترمى على مرمى حجر من غيطانهم، كما أكدوا بأن النفايات تبدوا جلية حتى عن طريق موقع القوقل أرث، إن أراد التحقق مما يقولون، دون تكليف نفسه عناء المعاينة الميدانية، كما طالبوا باستغلال سمعة المنطقة على أساس أنها تندرج ضمن التراث العالمي، وتحويلها لمنطقة سياحية تستقطب السياح الداخليين وحتى السياح من دول أجنبية.