شهدت عدة ولايات غرب ووسط البلاد، مساء أول أمس، تساقط كميات هامة من الأمطار، صاحبها نزول حبات من البرد ذات الحجم الكبير، التي ناهز وزنها بيض الدجاج، ما أدى إلى قطع طرقات وإتلاف محاصيل زراعية، في مشهد أثار دهشة المواطنين، الذين استغربوا سقوط البرَد في بداية الصيف. في تيارت، وبالضبط في منطقة الشتاونية وما جاورها، أصبح السكان على كارثة بمعنى الكلمة، حيث تضرّرت المحاصيل الزراعية خاصة حقول البطاطا والبصل وكذا الأشجار المثمرة، المتمثلة في التفاح والإجاص واللوز. مع نفوق بعض الحيوانات على غرار الأرانب والكلاب والطيور، التي تصادف خروجها مع سقوط كميات هائلة من البرد، التي قارب حجمها بيضة الدجاج. كما أدت كميات البرد المتساقطة إلى قطع طرقات، ما استلزم الاستنجاد بآليات لفتحها، أمام دهشة أصحاب المركبات، الذين استغربوا هذه الظاهرة المناخية التي حدثت في بداية الصيف. السلطات وأمام هذا الوضع الصعب، تنقلت إلى منطقة الشتاونية ووعدت المواطنين المتضررين بتقديم مساعدات وتعويضات لتجاوز الخسائر. في معسكر تساقطت الأمطار بغزارة، مصحوبة بكميات هائلة من البرد ذات أحجام كبيرة، حيث عرفت عدة بلديات سيولا جارفة وفيضانات، خاصة تلك التي تقع بالمنحدرات، بعدما سدت المجاري المائية ومكبات المياه وأصبحت غير قادرة على تمرير الكميات الكبيرة للسيول التي تساقطت لعدة ساعات. وفيما لم تسجل أي خسائر بشرية عدا بعض الخسائر المادية التي لم تكن بالحجم الكبير، فقد عرت هذه الأمطار عيوب الكثير من المشاريع بعدما نفذت الأمطار بسهولة إلى داخل الأحياء، وتشققت معها بعض الطرقات وخرجت مياه الصرف الصحي من قنواتها واختلطت بمياه الأمطار. وقد جندت السلطات جميع أعوانها من بلديات وديوان التطهير والأشغال العمومية ومؤسسة النظافة والحماية المدنية من أجل فتح مجاري المياه وتسريحها وسلت المجاري من الأتربة في مسعى للتخفيف من حدة الوضع. ورغم أن الأمطار مصدر فرح المواطنين عموما والفلاحين خصوصا، فإن هذه المرة لم تكن كذلك اعتبارا من أنها كانت سببا في فساد منتوج التبن بعد حصاده وكذا بعض منتجات الخضر. كما أنها كانت سببا في ضياع منتوج الأشجار المثمرة بعدما تساقطت عليها حبات البرد. في تيسمسيلت، أدت الأمطار المتساقطة منذ يومين، إلى غرق عدد من الأحياء السكنية المتواجدة بعاصمة الولاية نتيجة انسداد بالوعات تصريف المياه. وقد أحصت الوحدة الرئيسية للحماية المدنية تضرّر عشرات العائلات بعدما غمرت السيول منازلها، وبلّلت الأغطية والأفرشة، أما في بلدية بني شعيب أدت الأمطار الرعدية إلى فيضان واد يعبر البلدية، ما أدى إلى إلحاق أضرار بمستثمرات فلاحية، تشكل مصدر رزق عدد من المواطنين. وفي البليدة، تسببت الأمطار في غلق بعض المحاور الطرقية وارتفاع منسوب المياه لأكثر من 50 سم ببعض السكنات، كما ارتفع منسوب المياه نفق "كارميلي" على مستوى الطريق الوطني رقم 01 بحي بن بوالعيد ببلدية البليدة، وعاش قاطنو البناءات الفوضوية بمنطقة خزرونة ساعات من الرعب بسبب ارتفاع منسوب مياه وادي بني عزة. كما أغلق الطريق الوطني رقم 29 فوق الجسر الرابط بين البليدة وبني تامو وبعد سقوط كابل كهربائي وسط الطريق، وتسببت الاضطرابات الجوية في وقوع حادثي مرور كانت حصيلتهما سبعة جرحى، الأول وقع على مستوى حي دريوش التابع لبلدية بوعرفة إثر اصطدام تسلسلي بين حافلة من نوع تويوتا كواستر بسيارة أجرة من نوع داسيا لوقان وسيارة نفعية من نوع بيجو بوكسار ما خلف إصابة أربعة أشخاص بجروح متفاوتة، أما الحادث الثاني فسجل بالطريق الوطني رقم 37 الرابط بين بلدية البليدة والشريعة ونجم عن انحراف سيارة سياحية من نوع رونو 19، ما أدى لوقوع ثلاثة جرحى. كما تسببت الأمطار المتساقطة على ولاية المدية والمصحوبة بالبرد، في خسائر معتبرة طالت مختلف المحاصيل الزراعية حيث تضرّرت محصول القمح والشعير وذلك في مناطق مختلفة مثل بعض أرياف شلالة العذاورة والعمارية. كما عرفت بلدية سغوان فيضان وادي سغوان الذي خرج للطريق الوطني رقم واحد وعطل حركة المرور، كما غمرت المياه هكتارات من أشجار التفاح المترامية على طرفي الطريق الوطني، ناهيك عن تسبب فيضان الوادي في تشريد خمس عائلات تسكن على ضفافه، حيث سجلت في هذه المنازل خسائر مادية معتبرة، ما دفع بقاطنيها للتنقل إلى مقر بلدية سغوان ومطالبة مصالح هذه الأخيرة بإيجاد حلّ لوضعهم وصرف المياه التي غمرت بيوتهم حيث عاشوا ليلة بيضاء بسبب ذلك. وشهد الطريق الوطني رقم 1 في شطره المار بمنطقة بني اعطلي والمفضي للحمدانية ومن هناك إلى الشفة بالبليدة شللا تاما بسبب انهيار التربة وتساقط الحجارة التي غلقت الطريق في وجه مستعمليه وذلك على مرتين، حيث أغلق الطريق في الساعة الثامنة ليلا إلى غاية الحادية عشرة، ليتم فتحه. لكنه أغلق ثانية في حدود الثالثة صباحا من يوم أمس.