حالة نفسية تنتاب الطلبة قبل فترات الامتحانات قد تحول بينهم وبين النجاح! لها مسبباتها ولها أيضا حلولها! تخيل أن أحد أسبابها قد يكون الأولياء.. وفيما يلي بعض حلولها: بعض الأولياء ممن يستعد ابناءهم لاجتياز الامتحانات يعيشون مرحلة الامتحان بالتبني ويحاولون إما انتاج صورة مطابقة لهم إذا كانوا ممن نجحوا في الامتحانات، وإما رسم صورة للممتحن المثالي الذي حلموا به. وبين هذا وذاك، يكون الأبناء تحت ضغط نفسي نتيجة تخوف الأولياء الذين في غالب الأحيان وبدافع الحرص يسببون عن غير قصد توترا وضغطا نفسيا يؤثر سلبا على نجاح الأولاد ويدخلهم في حالة نفسية تعرف علميا بحالة (قلق الامتحان)، لأن الامتحان بالنبسة للطالب سيرتبط بمسؤولية إرضاء الجميع والخوف من أن يكون سببا في خيبة الأولياء . لذا، فعلى الآباء السير على طريق الاعتدال وإيجاد موازنة في معادلة المساعدة والمتابعة والتفهم والحزم وبعث الثقة.. وعليه يجب على الأولياء فهم و تطبيق بعض النصائح. أولا: ايها الأب ايتها الأم، ابنكم من يمتحن ولست انت، عليك اذا ان تبقى على مسافة معينة دون محاولة فرض اسلوبك في العمل او اختيار أوقاته او محاولة استنساخ تجربة معينة إلا من باب النصيحة، الطالب هو من عليه ان يأخذ زمام الأمور وان يشعر بذلك واحسن خدمة يمكن تقديمها هي الاستمرار في حياة عادية وعدم ترسيخ التخوفات لديه، او ان تنقل اليه هواجسك، لأنه يحمل ضعفها. لا تحرمه او تمنعه من المراجعة في اجواء مختلفة بدافع الخوف، ففي التغيير متنفس من ناحية، كما انه محفز من ناحية اخرى. ثانيا: اهمس له مرارا بأنك فخور به، وقل له كلمات حب دائما. في هذه المرحلة، الطفل او المراهق بأمس الحاجة لكلمات المودة والثقة وهذا بتصرفات بسيطة وعفوية كالحرص على ان يتغذى جيدا وينام بما يكفي، هذا يزيل عنه ضغط الخوف والقلق ويرفع من قابلية الاستيعاب لديه بشكل كبير. ثالثا: عدم التحدث عن الفشل، فبعض العبارات مثل اذا واصلت هكذا فستندم، او انني لا ارى ان النجاح سيكون حليفك ،وغيرها من العبارات المحبطة التي لن تزيد الممتحن الا إغراقا، فمهما كانت الصعوبات التي يواجهها الطفل هو محتاج لبعض من الثقة حتى لو قلت له افعل ما بوسعك وستكون دعواتي والحظ معك يوم الامتحان حتى و ان كان هو نفسه صاحب العبارات المحبطة إنفها عنه والتزم الهدوء وابعث فيه الثقة، لأنه و في غالب الأحيان تكون كلماته هذه اشارات لبحثه عن المساندة . تكمن المهارة وروح المسؤولية في ابقاء الهمة مرتفعة والثقة في النفس وإرادة النجاح، كل هذا يضاعف المردودية عند الطالب ويجعله اكثر ثباتا، كما انه سيواجه الأسئلة براحة نفسية تمكنه من التركيز واستعمال كل مخزونه العلمي عكس طالب لديه كل المعلومات، لكن الخوف والقلق يضعفان تركيزه، لأنه كان تحت ضغط الفشل واهتزاز الثقة. رابعا: على الأولياء ان يعلموا ان القلق والارتباك معديان، يتعين على الوالدين التحكم في قلقهما وتوترهما، لأنه ينتقل عبر الكلمات والتصرفات والنظرات، فحاول التماسك والعمل على ذاتك للتحكم في كل تصرفاتك والإيمان والحكمة سبيلان لوجود الطمأنينة داخلك. كما ان الإبقاء على مسافة معينة بينك وبين الممتحن ضرورية لتفادي كل هذه الأمور، خصوصا التوترات والخلافات السلبية جدا على الجميع. خامسا: اذا لاحظ الأولياء درجات عالية من التوتر والارتباك الزائد لدى الطالب الممتحن، لا بأس من استشارة المختصين في الشأن كالمستشار التربوي او الطبيب النفسي او اجراء الدورات التدريبية في التنمية النفسية، فإن لها نتائج طيبة تعزز الثقة بالنفس وتحفز الطالب . سادسا: اذا كان الهدف هو النجاح وبناء انسان ناجح فإن تأخر النجاح بسنة لا يقتل، بمعى انه يمكن للوالدين وللطالب التخطيط للنجاح على سنتين بدل السنة الواحدة، اي ان يبذل ما يستطيع من مجهود للنجاح، لكن اذا لم يكلل العمل بالنجاح لسبب ما فإن الحياة وطريق النجاح لن يتوقف هنا، وغالبا ما تكون فلسفة الامتحانات هذه أداة للتخلص من التوتر وتمكن الطالب من النجاح من المرة الأولى. سابعا: تسليح الأبناء بالإيمان و الأدعية التي تزيدهم ثقة وتنزل في قلوبهم السكينة والطمأنينة.