كشفت مصادر على صلة بالتحقيق في ملف تهريب المتفجرات على الحدود الغربية للبلاد ل" الشروق اليومي" ، أن إرهابيين من وسط البلاد و مناطق الشرق ، إتصلوا هاتفيا قبل شهرين فقط من تفجيرات الأربعاء، بأفراد شبكة تهريب المتفجرات التي تم تفكيكها من طرف المجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية تلمسان قبل شهر ، وحجز كمية هامة من المتفجرات ولواحقها ، و طلبوا منهم "توفير كمية هامة من المتفجرات"، وتم الإتفاق على تحديد موعد لأخذها. و إستنادا إلى ما تسرب من التحقيق الذي لا يزال جاريا في هذه القضية من طرف قاضي التحقيق بعد إحالة الملف ، فقد تنقل 4 "موفدين " من طرف التنظيم الإرهابي إلى مدينة مغنية تكشف لهجتهم أنهم من العاصمة و ضواحي بومرداس ، بينما كان يتحدث أحدهم بلهجة شرق البلاد ، و قاموا بنقل المتفجرات داخل حقائب ظهر ، و يكونون قد سلكوا محور مغنية ، عين تموشنت و منها بإتجاه تليلات بوهران قبل الدخول إلى العاصمة ، مصادرنا أكدت أن المهربين نفوا علمهم بهوية " زبائنهم " في الأشهر الأخيرة ، و تمسكوا بذلك خلال تحقيق الدرك وعند قاضي التحقيق ، لكنهم بالمقابل إعترفوا بقيامهم ببيع متفجرات من ألغام مضادة للأفراد التي يستخرج منها كمية من المتفجرات و صواعق نارية ل"مجهولين" بعد الإتصال بهم من طرف وسطاء ، لكن التحقيقات تشير إلى أن هذه الشبكة تكون مسبوقة في تعاملاتها مع التنظيم الإرهابي في الأشهر الأخيرة ، حيث سجل نشاطها موازاة مع عودة الإعتداءات الإرهابية بإستعمال متفجرات أو سيارات مفخخة ، بولايات بومرداس ، تيزي وزو ، العاصمة و بسكرة ، مما طرح تساؤلات حول مصدرها ، خاصة بعد تدمير عدة ملاجىء و تفكيك قواعد التنظيم الإرهابي في عدة معاقل و إسترجاع أسلحة و عتاد. و تشتغل أجهزة الأمن حاليا على الإتصالات التي جرت سابقا بين المهربين و أشخاص يرجح أنهم ينتمون إلى شبكة دعم و إسناد التنظيم الإرهابي " القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي " إضافة إلى قضية تهريب كمية من المتفجرات مؤخرا عبر ولاية عين تموشنت تقدر ب4 قناطير من المتفجرات ،و لم تتسرب تفاصيل أخرى على خلفية أن التحقيق لايزال جاريا في هذه القضية ، و يتوخى المحققون الحذر و السرية . وموازاة مع التحقيقات الجارية في هذه القضايا ، تم تشديد الرقابة خاصة على الحدود و الطرقات ، حيث لا يستبعد إتجاه المهربين إلى الجهة الجنوبية لولاية سيدي بلعباس للإفلات من الرقابة ، و كانت المجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية عين تموشنت ، قد قامت كما سبق أن أشارت إليه " الشروق" في وقت سابق ، بتشديد الرقابة على ميناء بني صاف ، لحظر إستعمال المتفجرات في الصيد كما ينص عليه القانون البحري إضافة إلى إبطال أية محاولة إعتداء إرهابي بإستعمال متفجرات بحجز كميات لدى صيادين ،" لأن المهرب يبيع المتفجرات لأي كان لا تهمه هويته ، أو مجال إستخدامها ، بل المال وهو ما تستغله الجماعات الإرهابية. كما تم تكثيف الرقابة على الطرقات و منافذ المهربين ، لتضييق الخناق عليهم ، حيث لا يستبعد تهريب المتفجرات تحت غطاء قطع الغيار و البرتقال و الألبسة ، أما المجموعة الولائية للدرك بولاية تلمسان ، بالتنسيق مع حرس الحدود ، فقد كثفت من سرايا أمن الطرقات و حملات التفتيش و المراقبة ، كما إتخذت المجموعة الولائية للدرك بولاية تيبازة إجراءات رقابية بالتنسيق مع حراس السواحل بعد حجز كمية من المتفجرات العام الماضي ، و تسعى أجهزة الأمن لقطع مصدر تمويل التنظيم الإرهابي بالمتفجرات ، و تفكيك شبكات الدعم التي تعد حلقة هامة في نشاطه الإجرامي ، و لا يستبعد متتبعون للشأن الأمني ، لجوء التنظيم الإرهابي إلى البحث عن مصدر تمويل بعد التضييق على شبكات تهريب المتفجرات باللجوء إلى قارورات غاز البوتان ، بع تسجيل سرقات في مناطق نشاطه. نائلة.ب:[email protected]