تجاوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد، أشرس انتخابات في تاريخ البلاد، حيث حقق هو وحزبه فوزا مريحا في السباق الرئاسي الذي حسمه من دوره الأول وحصد أيضا أغلب مقاعد البرلمان بالتحالف مع الحركة القومية. وكانت هذه الانتخابات مفصلية في تاريخ تركيا، بعد التعديل الدستوري لعام 2017 والذي حول نظام الحكم إلى رئاسي بعد عقودٍ طويلة من النظام البرلماني. وأظهرت نتائج غير رسمية نشرتها وكالة الأناضول، حصول الرئيس التركي أردوغان على 52 بالمائة من مجموع المصوتين، فيما حصل أبرز منافسيه محرم إنجيه على 30 بالمائة بعد فرز قرابة 99 بالمائة من الأصوات وإذا تأكدت هذه النتائج من مصادر رسمية فسيكون أردوغان فائزا من الجولة الأولى. ووفق أرقام نشرتها وكالة الأناضول بعد فرز 98% من الأصوات في الانتخابات النيابية، حصل تحالف الشعب الذي يضم حزب العدالة والتنمية الحاكم حزب الحركة القومية وحزب الاتحاد .الكبير أكثر من 53%، فيما حصل أقرب منافسيه تحالف الأمة الذي يضم حزب الشعب الجمهوري، حزب الجيد، حزب السعادة، الحزب الديمقراطي 34% من الأصوات. من جهتها شككت المعارضة في النتائج التي تصدر تباعا، متهمة وسائل الإعلام الحكومية بتضخيمها وتزويرها. وأعلن الرئيس التركي أردوغان فوزه بالانتخابات الرئاسية من الجولة الأولى. وقال إن جميع الطاقات ستستنفر للصعود بتركيا إلى مصاف الدول العشرة الأكبر في العالم. وأضاف أردوغان في أول تصريح له عقب انتخابه مجدداً رئيساً للبلاد، خلال مؤتمر صحفي باسطنبول "لن نرتاح حتى نحقق هذا الهدف"، متعهدا بتعزيز الديمقراطية والازدهار في البلاد. وأوضح أن الشعب جدد تكليفه بمهام الرئاسة بموجب الانتخابات التي جرت اليوم، وحمل "تحالف الشعب" (يضم حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية) مسؤولية كبيرة بمنحه الأغلبية البرلمانية. ولفت إلى أن "سلامة العملية الانتخابية وحرية التصويت يعبران عن قوة الديمقراطية التركية". وشدد على أن بلاده قدمت درسا في الديمقراطية للعالم بأسره عبر نسبة مشاركة بالانتخابات قاربت 90%. وقال رئيس الهيئة العليا للانتخابات سعدي كوان إنه من المتوقع أن تصدر النتائج الرسمية الأولية قبل منتصف الليلة. وأضاف أن عملية الاقتراع مرت بسلاسة ودون مشاكل تذكر. وأدلى الرئيس التركي أردوغان بصوته في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في مدينة إسطنبول، وقال إن نسب المشاركة تبدو جيدة، ولم ترد أنباء عن أي مشكلات جدية في عملية التصويت، مشيرا إلى أن تركيا ترفع سقفها حاليا من خلال النظام الرئاسي. من جهته، اعتبر رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم في إزمير – خلال إدلائه بصوته – أن النظام الرئاسي الجديد سيفتح آفاقا أمام تركيا، معربا عن أمله أن تكون هذه الانتخابات وسيلة للاستقرار والسلام والأخوة لتركيا وشعبها. كما أدلت مرشحة حزب "الخير" ميرال أكشنار بصوتها في مدينة إسطنبول، وقالت إنها ستتوجه مباشرة إلى أنقرة لتتابع النتائج من هناك. وأضافت أن نتائج الانتخابات يجب ألا تكون محل أي اعتراض. كما أدلى زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيليشدار أوغلو بصوته في مدينة أنقرة، وقال خلال تصريحات للصحفيين إن هناك شكاوى تتعلق بسير عملية التصويت في المناطق الجنوبية الشرقية لتركيا، وأضاف أن نواب حزبه يتعاملون مع هذه الشكاوى. وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية نحو 86 % من مجموع الناخبين حسب وسائل الإعلام الرسمية. وكانت اللجنة العليا للانتخابات التركية، أعلنت في وقت سابق، إن 56 مليونا و322 ألفا و632 ناخبا بأصواتهم في 180 ألفا و64 صندوقا انتخابيا، موزعين على جميع الولايات التركية. وجرت الانتخابات البرلمانية والرئاسية بشكل متزامن للمرة الأولى في تاريخ تركيا، ومن شأنها أن تحول البلاد إلى نظام رئاسي تنفيذي يحظى بصلاحيات واسعة النطاق. ومن شأن هذا النظام الجديد، الذي تم إقراره بفارق طفيف خلال استفتاء أجري في أفريل 2017، أن يلغي منصب رئيس الوزراء. img src="https://static.echoroukonline.com/wp-content/uploads/fly-images/329116/Infographic-Turkye-vote-2018-9999x9999-c.jpg" alt="تركيا "تزكي" جمهورية أردوغان الثانية"