يستعد الكاتب محمد بن جبار لإصدار رواية جديدة هذا الشهر عن منشورات "بوهيم" وسمها ب"هايدغر في المشفى" ستكون حاضرة في صالون الجزائر الدولي للكتاب في طبعته المقبلة. والعمل يعدّ الثالث في مسيرة بن جبار بعد روايتيه "أربعمائة متر فوق مستوى الوعي" و"الحركي". وكما عرفه القراء في معالجته للمواضيع والقضايا المثيرة وكسره للطابوهات، سيثير بن جبار الجدل ويفتح باب النقاش على مصراعيه في عمله الجديد "هايدغر في المستشفى"، فتميزه بالجرأة والشجاعة في تناول "ثميات" هي أقرب إلى الخطورة، بدليل روايته الثانية "الحركي" الذي أثارت ضجة في الوسطين الإعلامي والثقافي وحتى السياسي. عبر"هايدغر في المشفى" يسير بن جبار على نفس خطه الإبداعي الأول، حيث يمتزج الفلسفي بالسياسي، من منطلق المواجهة التي تقع بين نزلاء الأمراض العقلية حسب انتمائهم السياسي بحسب تصريح بن جبار ل"الشروق". وقال بن جبار إنّ أحداث الرواية تدور في مشفى للأمراض العقلية، إذ هناك أتباع "هايدغر" وأتباع "بوبر" تقوم بينهما صراعات ومعارك مجانية لأجل مصالح ضيقة وآنية ولم يهتدوا إلى معرفة "مصدر تغذية الحروب" إلا بعد مدة طويلة، بعد استنزاف جهودهم ومواردهم، ويضيف الكاتب: "وجود أشخاص مثل فريد الهايدجري وعواد والناصر يغيرون اتجاه الصراع مباشرة مع أولئك الذين يغذون الصراع والعنف المتمثلة في إدارة المشفى التي من مصلحتها أن يدوم الصراع لأسباب خفية، ينجحون في توحيد جهودهم ويحصلون على الكثير من المطالب "الفلسفية والسياسية" من بينها الكرامة الإنسانية والعيش في السلم والتمتع بالحقوق الفردية وحق الاختلاف، وأشار المتحدث إلى أنّ الرواية تتشكل من خمسة عشرة فصلا، مليئة بالإثارة والمفاجآت حيث تتصاعد في الأحداث بطريقة مشوّقة تجعل القارئ ينجذب إليها إلى أن ينتهي منها دفعة واحدة. وبحسب ما تعوّد عليه القراء في روايتيه السابقتين، ما يجعل الحركية المستمرة عنده هي نكهة السرد الروائي المميزة. وتعدّ رواية "هايدغر في المشفى" الثالثة بعد رواية "أربعمائة متر فوق مستوى الوعي" ورواية "الحركي"؛ سوف تصدر شهر جويلية عن دار "بوهيما" بالعاصمة. والعمل من الحجم المتوسط من 142 صفحة، ويبدأ الكاتب عمله بمقولة لروبرت غرين "إن التعامل مع الحمقى هو جزء من الكوميديا البشرية التي لا تستحق الشعور بالاستياء منها أو القلق من أجلها". ويشار أنّ بن جبار محمد لم يشارك في الطبعة السابقة للمعرض الدولي للكتاب لكونه انشغل بهذه الرواية التي يترقب أن تثير الجدل.