بيض مسلوق و"بطاطس مقلية" وقارورة القهوة بالحليب وخبز بال"كاشير" وغيرها الكثير من الأكلات التي صارت ترافق المصطافين على شواطئ البحر، بعدما امتدّت مقاطعة الشراء لساندويتشات الشارع تخوفا من التسمم وهروبا من غلاء الأسعار، فيما يحذر الأطباء والمختصون في التغذية من اصطحاب بعض الأكلات التي تشكل خطرا على الصحة بسبب سرعة تلفها. يتجنب كثير من المصطافين على شواطئ البحر صيفا، تناول أكل الشارع، مفضلين تحضير وجبات منزلية، ومبرر الغالبية هو التخوف من التسمم في ظل لجوء كثير من الباعة لسلوكات مخالفة لأبسط قواعد النظافة والتخزين. فيما تسبّب غلاء الأسعار السنوات الأخيرة، في هروب المصطافين من ساندويتشات الشارع، فمثلا ساندويتش "فريت أوملات" يتراوح سعره على شاطئ البحر بين 250 و300 دج، وهو مبلغ مرتفع على اعتبار أن كيلوغرام البطاطا لا يتعدى سعره غالبا 40 دج في الأسواق. "كاشير " و"مايونيز" على الشاطئ في عز الحرّ "الشروق" تجولت على شاطئ خلوفي بزرالدة لرصد ما يُحضره المصطافون من مأكولات…. عائلة تقطن ببلدية زرالدة ولقرب مسكنها من الشاطئ، فقد أحضرت بعض المأكولات والتي يُنصح بتجنب وضعها تحت درجات حرارة مرتفعة، وهي "الكاشير" والسّلطات بالمايونيز، وأكدت لنا الزوجة حضورهم للشاطئ وقت الغذاء وهو ما يجعل أكلهم آمنا من التلف. عائلة أخرى حضرت من عين النعجة بالعاصمة، وغداؤها على الشاطئ كان عبارة عن "شكشوكة" وبطاطا مقلية ودجاجة محمرة إضافة للمشروبات الغازية، وأكد لنا رب الأسرة نبيل وهو والد لطفلين، أنه منذ زواجه لم يأكل من الشارع خلال تواجده على الشاطئ، حيث تواظب زوجته على تحضير الأكل في الصباح الباكر، ويفضلون الأكل الصحي. مطابخ متنقلة على الشواطئ…. وتستعدُ كثير من العائلات للعطلة الصيفية، باقتناء جميع ما يلزمهم رحلة البحر، فتراهم مرتاحين على الشاطئ وكأنهم في منازلهم…وهو حال إحدى العائلات والتي أحضرت خيمة كبيرة وكراسي ومائدة لوضع الطعام، وعن هذا يقول الزوج محمد "الخيمة البلاستيكية اشتريتها بمبلغ 3500 دج وهي مُمتازة، فداخلها يُغير أولادي الثلاثة ملابسهم بعيدا عن الأعين، وهي تضم غطاء أرضيا بلاستيكيا يحمينا من الرمل، كما توفر لنا مكانا للنوم"، كما أحضر محمد طاولة أكل دائرية اشتراها بمبلغ 600 دج وزربية بحر ب600 دج، وأربع كراسي، "ولا يمكن أن تُحضر العائلة كل هذه الأغراض وتشتري أكلا من الشارع " حسب قول محدثنا. ومن جهة أخرى، تفضل عائلات أخرى، إحضار وجبات "ثقيلة" للشاطئ بمبرر أن السباحة "تجوّع"، فكل ما يجدونه في مطبخهم يُحمل للشاطئ، حتى ولو كان عدسا أو لوبيا أو كسكسي باللحم…. !! وفي هذا الصدد، يحذر رئيس هيئة ترقية وتطوير البحث في الصحة، مصطفى خياطي، في اتصال مع "الشروق" المصطافين من خطورة تناول أطعمة سريعة الفساد على الشاطئ أو ثقيلة الهضم على المعدة، وحسب قوله "كثير من المواطنين يتناولون أطعمة ثقيلة الهضم ودسمة جدا وغير صحية على الشواطئ، وهو ما يعرضهم لخطر التسمم أو الغرق، فالأكل الكثير وغير الصحي قد يزيد مخاطر الغرق، أو يصيب صاحبه بتشنجات في المعدة أثناء السباحة"، ومؤكدا على ضرورة تناول وجبات خفيفة في البحر. المشويات والخضر والفاكهة الأفضل في البحر وعن أفضل أطعمة الشاطئ صيفا حسب المختصين في التغذية، تلك المحتوية على عناصر غذائية مفيدة، على غرار سندوتشات الدجاج المشوي المتبلة بالليمون وزيت الزيتون، مختلف أنواع سلطات الخضار "المفورة" سلطة الأرز بالبازلاء والبيض المسلوق والخس، سلطات الطماطم والخيار والباذنجان المشوي، تشكيلة الخضر المقلية "تشكشوكة". مع التشديد على تجنب صلصة المايونيز والخردل لأنها سريعة التلف تحت درجات حرارة مرتفعة، وحتى المعجنات مسموح بها على الشاطئ، شرط تحضيرها بمكونات بسيطة، على غرار الخضار أو الجبن.