أضحت غابة الساحل المطلة على البحر بزموري البحري ببومرداس منذ بداية موسم الحر لهذه السنة قبلة يومية لعشاق الاستجمام في شواطئها الذهبية الجميلة والتنزه وقضاء أوقات ممتعة لأوقات متأخرة من الليل رفقة العائلة في حضن هذه الغابة المطلة على الشاطئ. ويستقطب هذا الفضاء المميز المطل على الساحل والذي لا يبعد إلا بنحو 15 كلم شرقا عن مقر الولاية رغم افتقاده للبنية الأساسية وانعدام المرافق الضرورية للخدمات والتهيئة الضرورية للعائلات والمصطافين وهواة التخييم من عامة الناس والجمعيات وأفواج الكشافة الإسلامية الوافدين إليه من الولايات المجاورة كتيزي وزو والبويرة والبليدة وخاصة من ولايات الجنوب في إطار منظم من خلال التبادل والتضامن ما بين الولايات أو في الإطار الحر. غير أنه لوحظ منذ بداية موسم الاصطياف وإلى حد اليوم، حسبما أكده لوكالة الأنباء الجزائرية، عدد من المتعاملين الخواص في المجال بالمنطقة "قلة الإقبال" من طرف "السياح الحقيقيين" – من داخل وخارج الوطن- على المنشآت والهياكل السياحية والفندقية القليلة التابعة للقطاع الخاص المنتشرة بداخل هذه الغابة أو بمحاذاتها. وعكس ذلك يلاحظ على المخيمات الصيفية التابعة للمؤسسات العمومية أو للقطاع الخاص المنتشرة في ربوع هذه الغابة والتي يزيد عددها عن 10، حيث تعرف إقبالا منقطع النظير من طرف العائلات وخاصة الجمعيات المهتمة بالتخييم في خيمات بسيطة على الهواء الطلق. وأوضح عدد من المصطافين، بأنهم يفضلون نمط "السياحة الشعبية" أو التخييم على الهواء بهذه المناطق الطبيعية الجميلة نظرا لأنها غير مكلفة، حيث يقضي المصطاف يوما بأكمله لوحده أو رفقة عائلته على شاطئ البحر تحت مظلة البحر أو بداخل الغابة ليعود في المساء إلى منزله حتى ولو كان بعيدا بولايات أخرى نظرا لتوفر الأمن ووسائل النقل المختلفة بهذه المنطقة. وتتميز غابة الساحل التي يعبرها الطريق الوطني رقم 24 من الجنوب بمحافظتها إلى حد ما على حالتها "الطبيعية المتوحشة" وبامتدادها على مساحة كبيرة تفوق 800 هكتار تتقاسمها كل من بلديات زموري (تستحوذ على أغلبية المساحة) ولقاطة ورأس جنات كلها مكسوة أو الجزء الأكبر منها بأشجار الصنوبر الحلبي والبحري القديمة. .. ديكور طبيعي فقد جماله بسبب القطع العشوائي تمتاز هذه الغابة كذلك بديكور طبيعي خلاب يمزج بين ثروة غابية ونباتية كثيفة ومتنوعة وشواطئ رملية ساحرة نقية في مجملها تمتد على أكثر من 4 كيلومترات وإمكانيات طبيعية فريدة من نوعها، أهلها لجلب الزوار ليس في فترة الصيف فقط وإنما في العطل الموسمية على مدار السنة حيث تتيح فرص الاستمتاع بالهواء النقي وظلال الأشجار وتذوّق متعة الراحة والوجبات في جو مريح بعيدا عن ضوضاء المدن. وما تجدر الإشارة إليه في هذا الصدد هو أن هذا الفضاء الجميل فقد في السنوات الأخيرة جزءا من رونقه وجماله الطبيعي بسبب القطع والإتلاف والإهمال الذي أصبحت تتعرض إليه أشجاره ونباتاته القديمة والفريدة من نوعها، إلى جانب تعرض جزء من شواطئها للإتلاف بسبب تعرضها لنهب الرمال. وما يزيد في رونق وجمال هذه المنطقة توسطها بمركب ميدان سباق الخيل "الأمير عبد القادر" الذي عاد إلى نشاطاته المحتشمة في السنوات الأخيرة، حيث أنه رغم المؤهلات السياحية الكبيرة التي يتوفر عليها، إلا أنه حصر نشاطاته في تنظيم سباقات للخيل إضافة إلى احتضانه لعدة جوائز وطنية ودولية أبرزها الجائزة السنوية الكبرى لرئيس الجمهورية دون غيرها من النشاطات التي يمكن أن يوفرها ويقترحها على السياح. وكان الوالي عبد الرحمن مدني فواتيح خلال زيارته الأخيرة للمنطقة وجه انتقادات شديدة اللهجة لمسؤولي هذا المركب، حيث خيرهم بين رصد الأموال الضرورية من أجل الاستثمار وتثمين وترقية هذا المكسب السياحي العمومي الذي أصبح، وفقا لما وصفه "في وضعية يرثى لها" ولا تليق بإمكانياته أو تقوم الولاية باقتطاع مساحات من العقار الشاسع للمركب وتوجيهها نحو الاستثمار الخاص للراغبين في ذلك.