لقيت سيدة يشتبه في إصابتها بالكوليرا تبلغ 53 سنة مصرعها ليلة الجمعة، فيما ارتفع عدد الحالات المشكوك فيها إلى 89 على مستوى مستشفى بوفاريك، وسادت حالة من الذعر بعد التحذيرات عبر عدد من البلديات بالتوقف عن استهلاك مياه الحنفيات مخافة ان تكون مصدر الوباء القاتل الذي انتشر وسط الولاية وبالجهة الشرقية. وأفادت مصادر من مستشفى بوفاريك ل"الشروق"، ان سيدة تدعى "ف.م" في الثالثة والخمسين من العمر تنحدر من حي بن بولعيد وسط مدينة البليدة لفظت انفاسها ليلة الخميس على مستوى مستشفى بوفاريك، في حين لم تحدد أسباب وفاتها وتم إخضاعها للتحاليل للاشتباه في اصابتها بوباء الكوليرا، وذكرت ذات المصادر أن الضحية تم تحويلها من مستشفى البليدة نحو مصلحة الأمراض المعدية ببوفاريك بعد ظهور أعراض عليها لتزداد حالتها سوءا ولفظت أنفاسها الأخيرة. وقد تم سحب عينات من جسمها وأرسلت نحو معهد باستور بالعاصمة، وشهد المستشفى حالة طوارئ قصوى بعد لجوء العشرات من المواطنين إلى قسم الاستعجالات بعد ظهور اعراض الغثيان عليهم مخافة انتقال العدوى، بالموزاة ارتفع عدد الحالات المشكوك إلى 89 حسب تصريح لمدير الصحة جمعي احمد، مشيرا إلى أن 37 حالة مؤكدة أصابها فيروس الكوليرا بينهم 18 غادروا المصحة في حين تخضع 17 حالة للعلاج المكثف، وأوضح ذات المصدر ان إدارة المستشفى أصدرت قرارا بمنع الزيارة عن المرضى كإجراء وقائي لمنع انتقال العدوى وحصر الوباء . من جهة أخرى، وجهت بلدية بوعرفة تحذيرا لساكنيها بعد ظهور نتائج التحاليل البكتيروبيولوجية الأولية لعينات المياه المأخوذة من ينبوع المياه المتواجد على مستوى حي الرمل بتاريخ 20 اوت الجاري كشفت انها غير صالحة للشرب، ودعت المواطنين للتوقف عن استهلاك مياه الحنفيات إلى غاية ظهور النتائج النهائية، بالموازاة أثار الإعلان عن انتشار فيروس الكوليرا بعدد من بلديات البليدة على غرار الصومعة والشبلي بالجهة الشرقية وبني مراد وعاصمة الولاية حالة ذعر غير مسبوقد وسط الأهالي، وقال مواطنون في تصريح ل"الشروق"، أنهم يعيشون أصعب أيام حياتهم بسبب الوباء الذي يضرب عددا من المناطق بالولاية، مشيرين إلى مقاطعتهم مياه الحنفيات باعتبارها المصدر المشتبه فيه الأول للداء إلى جانب عدد من الخضر التي تؤكل نيئة والتي أشارت إليها مديرية الصحة في بيان لها الخميس، وحمل محدثونا مسؤولية ظهور الداء القاتل إلى الوضع البيئي الكارثي الذي صارت عليه الولاية بسبب المد الفظيع للنفايات عبر الأحياء السكنية. وقد أفاد مدير الصحة بالولاية في تصريح ل"الشروق"، أن مياه الشرب ليست مصدرا لوباء الكوليرا وأنها سليمة، مرجحا أن تكون الفاكهة والخضر غير المطهية وراء انتقال العدوى، فيما بادر والي الولاية إلى عقد اجتماع طارئ صبيحة الجمعة أسفر عن جملة من التدابير المستعجلة لمحاصرة الوباء على غرار منع الباعة الفوضويين من للخضر والفواكه بعد ما حامت الشكوك حول التجارة.