فند وزير الإتصال، ناصر مهل، أن يكون المغني الفرنسي ذو الأصل اليهودي، أنريكو ماسياس، قد منع من زيارة الجزائر في وقت سابق، مؤكدا أن العلاقات الجزائرية الفرنسية لا يجب أن تتعثر بزيارة ماسياس أو عدمها. وأوضح مهل، في حديث على أمواج راديو أوريون "إذاعة الشرق" الفرنسية، حسب ما نقله الموقع الإلكتروني "رهانات"، أنه "ما من أحد منع أنريكو ماسياس من القدوم إلى الجزائر"، مضيفا أن "الفرنسيين الذين يرغبون في زيارة الجزائر مرحب بهم بمن فيهم أنريكو ماسياس إن أراد ذلك"، مؤكدا بقوله "أنا أعي ما أقول فلقد كنت في صلب العلاقة بين الجزائر وباريس حينها وأنا من كان يكلم ماسياس والزيارة ألغيت من طرف ماسياس نفسه وبوسعي أن أقدم له الدليل أنه هو من ألغى السفر وليس الجزائريين من فعلوا". وقال وزير الاتصال إن "هناك ميل كبير في الجزائر لالتزام الصمت لأننا لا نريد خلق المشاكل اليوم وقد انقضت عشر سنوات عن ذلك وأنا عضو في الحكومة الجزائرية ويسعني القول أن ماسياس قد كذب". وخلص مهل إلى القول أن "كل الفرنسيين الذين يرغبون في زيارة الجزائر مرحب بهم بما فيهم أنريكو ماسياس إن أراد ذلك. كل الذين جاؤوا بإمكانهم أن يشهدوا أنه تم الترحيب بهم بسعة صدر. الجزائر استعادت استقلالها في 5 جويلية 1962 وقد طوت الصفحة اليوم. الأمر لا يتعلق بمستقبلنا نحن بل بمستقبل أجيال كاملة في فرنسا كما في الجزائر". أما عن العلاقة بين الجزائروفرنسا اعتبر الوزير أنه من "الأهمية أن يتم تطبيع هذه العلاقات مع فرنسا"، قائلا "ما أعنيه بتطبيع هو الدفاع عن مصالح مشتركة". وبخصوص الإشارة القوية التي تنتظرها الجزائر من باريس أشار وزير الاتصال "نحن ننتظر بكل بساطة أن لا يحرم الجزائريون من واجب الذاكرة". وأضاف يقول "مثلما أدت فرنسا واجب الذاكرة اتجاه ألمانيا لا أرى سببا ليرفض هذا الواجب اتجاهنا"، مذكرا بهذا الخصوص بانعقاد ملتقى مؤخرا في مجلس الشيوخ الفرنسي حول الذاكرة وكتابة التاريخ بين الجزائروفرنسا، واصفا إياه ب"الإشارة القوية". "لقد وجه نداء للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في هذا الاتجاه واعتقد أن هناك دوافع للتفاؤل". وأشار الوزير أن إحياء ذكرى خمسينية الإستقلال الوطني فرصة لإعداد حصيلة انجازات الجزائر على مدى السنوات الخمسين المنقضية، مؤكدا "ربما لم نحل جميع مشاكل الجزائريين لكن جزءا كبيرا من هذه المشاكل قد حل". وبخصوص مغزى الرسالة التي وجهها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في 8 ماي الماضي حول تسليم المشعل للشباب، قال الوزير إنه من البديهي بعد ما سمي الشرعية التاريخية والشرعية الثورية أن نشهد اليوم هذا الانتقال نحو الشرعية الدستورية، معددا الإنجازات التي حققتها الجزائر خلال الخمسين سنة منذ الإستقلال.