أكد وزير الاتصال ناصر مهل أن احياء خمسينية الاستقلال الوطني فرصة لإعداد حصيلة انجازات الجزائر على مدى السنوات الخمسين المنقضية. و قال وزير الاتصال على أمواج راديو أوريون (إذاعة الشرق) "ربما لم نحل جميع مشاكل الجزائريين لكن جزءا كبيرا من هذه المشاكل قد حل". و ذكر في سياق الحديث عن الانجازات "قمنا ببناء 69 سدا و استصلاح مليوني هكتار من الأراضي و بنينا مدارس و جامعات. ليس هناك مدينة لا تتوفر على جامعة. و لدينا مراكز للبحث و موانئ جديدة و طريق سيار (شرق-غرب) جديد و طرق نافذة نحو الجنوب الكبير". و قال الوزير في حديث هاتفي انطلاقا من الجزائر "انجزنا الطريق العابر للصحراء الذي يبدأ من الجزائر إلى تمنراست و تمتد أشغاله نحو النيجر و هي كلها مشاريع يجب أن تدرج ضمن حصيلة انجازات الخمسين سنة الماضية من استقلال الوطن". كما ذكر مهل بآليات دعم تشغيل الشباب بجميع صيغه بما فيها انجاز المؤسسات المصغرة. و بخصوص الوضع المالي للجزائر اعتبر مهل أنه يجب "أن نكف عن القول بأن الجزائر في وضع مريح لأن لنا كما قال تبعية تجاه المحروقات و أسعار النفط". و بعد التذكير بأن الجزائر و على غرار جميع بلدان العالم "ليست في منأى" عن صدمة ناجمة عن تذبذب اسعار النفط تطرق الوزير إلى الإجراءات المتخذة من أجل "تفادي الصدمات الكبرى" و التخلص من التبعية للمحروقات مذكرا في هذا الصدد بقرار رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بتسديد ديون الجزائر. كما تطرق إلى الإجراء الآخر الذي بادر به رئيس الجمهورية المتعلق بإنشاء صندوق لضبط العائدات لمواجهة احتمال "صدمات عنيفة لأسعار النفط". وعن سؤال للصحافة حول مغزى الرسالة التي وجهها الرئيس بوتفليقة للجزائريين في 8 ماي الماضي "ليأخذوا المشعل" لاحظ الوزير أنه من البديهي بعد ما سمي الشرعية التاريخية والشرعية الثورية أن نشهد اليوم هذا الانتقال نحو الشرعية الدستورية و حسن ذلك فعلا. أما عن العلاقة بين الجزائر و فرنسا اعتبر أنه من "الأهمية أن يتم تطبيع هذه العلاقات مع فرنسا" و أوضح قائلا "ما أعنيه بتطبيع هو الدفاع عن مصالح مشتركة". وبخصوص الإشارة القوية التي تنتظرها الجزائر من باريس اشار وزير الاتصال "نحن ننتظر بكل بساطة أن لا يحرم الجزائريون من واجب الذاكرة". و اضاف يقول "مثلما أدت فرنسا واجب الذاكرة اتجاه ألمانيا لا أرى سببا ليرفض هذا الواجب اتجاهنا". و ذكر بهذا الخصوص بانعقاد ملتقى مؤخرا في مجلس الشيوخ الفرنسي حول الذاكرة و كتابة التاريخ بين الجزائر و فرنسا واصفا إياه با"الإشارة القوية". "لقد وجه نداء للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند (...) في هذا الاتجاه و اعتقد أن هناك دوافع للتفاؤل". عن سوال حول المحنين "للجزائر الفرنسية" و المعارضين للتقارب (بين البلدين) و عن الزيارة التي كان من المقرر أن يجريها المغني أنريكو ماسياس الى قسنطينة (الجزائر) رد مهل أن العلاقة بين الجزائروفرنسا "لا ينبغي أن تتعثر بزيارة يجريها أنريكو ماسياس أو لم يجريها". و أبى وزير الاتصال بهذا الصدد إلا أن يقدم توضيحا "هاما" مؤكدا "ما من أحد منع أنريكو ماسياس من القدوم إلى الجزائر و أنا أعي ما أقول فلقد كنت في صلب العلاقة بين الجزائر و باريس (حينها) و أنا من كان يكلم ماسياس و الزيارة إلغيت من طرف ماسياس نفسه و بوسعي أن اقدم له الدليل أنه هو من ألغى السفر و ليس الجزائريون من فعلوا". و أكد مهل قائلا "هناك ميل كبير في الجزائر لالتزام الصمت لأننا لا نريد خلق المشاكل اليوم و قد انقضت عشر سنوات عن ذلك وأنا عضو في الحكومة الجزائرية ويسعني القول أن ماسياس قد كذب". و خلص مهل الى القول أن "كل الفرنسيين الذين يرغبون في زيارة الجزائر مرحب بهم بما فيهم أنريكو ماسياس إن أراد ذلك. كل الذين جاؤوا بإمكانهم أن يشهدوا أنه تم الترحيب بهم بسعة صدر. الجزائر استعادت استقلالها في 5 جويلية 1962 و قد طوت الصفحة اليوم. الأمر لا يتعلق بمستقبلنا نحن بل بمستقبل أجيال كاملة في فرنسا كما في الجزائر".