قرر أطباء ومختصون ورؤساء جمعيات طفولية تأسيس أول جمعية وطنية للتكفل بأطفال القمر في الجزائر، في خطوة منهم للتخفيف من معاناة وآلام أزيد من 250 طفل تعرضوا إلى أمراض جلدية منعتهم من الخروج من منازلهم إلا في الليل تحت ضوء القمر، لتجنب أشعت الشمس التي من شأنها أن تتسبب لهم في حساسية شديدة. وفي هذا الإطار، أكد الدكتور سليم زياني مختص في الأمراض الجلدية أن هذه الجمعية تعتبر الأولى من نوعها في المغرب العربي، وجاءت بعد يوم دراسي نظم بداية الأسبوع الجاري بولاية قسنطينة حضره عدد كبير من الأطباء والمختصين ورؤساء الجمعيات الطبية والطفولية، بالإضافة إلى أولياء "أطفال القمر" الذين تحدثوا بإسهاب كبير عن معاناة هذه الشريحة من الأطفال التي تعيش حياة غير عادية تتطلب إمكانات طبية واجتماعية للتخفيف من معاناتهم. وأضاف المتحدث أن هذا المرض الذي يسمى أيضا "كزينوديرما" يتميز بحساسية جلد شديدة ضد أشعة الشمس التي من شأنها أن تتسبب في التهابات في العين وخطر الإصابة بسرطان الجلد والعين، وقال الدكتور زياني إن الجمعية تهدف إلى إدماج هذه الشريحة في المجتمع عن طريق نيل حقوقهم في الدراسة والحماية الاجتماعية والطبية، بالإضافة إلى ضمان استفادتهم من العلاج والأدوية والنقل، خاصة في ظل الأعراض الخطيرة التي يعانيها أطفال القمر على غرار خطر الإصابة بسرطان الجلد والتهاب العينين وصعوبة شفاء الجروح الجلدية. تجدر الإشارة إلى أن الملتقى الدراسي الذي نظم لأول مرة حول أطفال القمر بولاية قسنطينة جاء بمبادرة من جمعية الرسالة التي جمعت الأطباء والمختصين من 30 ولاية لتشريح وضعية هذه الشريحة التي نعاني في صمت.