ووري جثمان الفنان الكبير “جمال علام” الثرى، ظهر الثلاثاء، بمقبرة “سيدي محند أمقران” بمدينة بجاية، في جنازة شعبية ورسمية كبيرة، ميزها حضور وزيري الثقافة والشباب والرياضة، إلى جانب جمع كبير من الأسرة الفنية، بمختلف مشاربها وكذا عائلة الفنان، ومحبيه الدين لم يسعهم بهو ومحيط المسرح الجهوي لبجاية. لبست عاصمة الحماديين بجاية السواد، وهي تودع واحدا من أعمدتها الفنية الكبيرة، التي خدمت الفن الجزائري والهوية الأمازيغية على حد سواء، حيث وصل جثمان الفقيد إلى مطار عبان رمضان خلال الساعات الأولى من الصبيحة، والذي كان في استقباله كل من وزير الثقافة “عز الدين ميهوبي” إلى جانب “محمد حطاب” وزير الشباب والرياضة، وكذا عائلة الفنان والسلطات المحلية للولاية. جثمان الضحية تم نقله مباشرة إلى المسكن العائلي بحي “600 مسكن” ببجاية، لإلقاء النظرة الأخيرة عليه من قبل العائلة، قبل أن يتم تحويله إلى المسرح الجهوي لبجاية، للسماح لرفقائه ومحبيه بتوديعه وإلقاء النظرة الأخيرة، ليتم بعدها دفنه بمقبرة “سيدي محند امقران” بالمدينة إلى جانب والده تنفيدا لوصيته. حضور لافت للأسرة الفنية شهدت جنازة الفنان جمال علام، حضورا لافتا للأسرة الفنية بمختلف مشاربها وتوجهاتها، حيث رافق الفقيد من فرنسا عدد كبير منهم على غرار “صافي بوتلة”، “مليكة دومران”، “بن محمد”، “كمال حمادي”، “أكلي دي” وغيرهم، كما قدم آخرون إلى المسرح الجهوي لبجاية لتوديعه على غرار “لونيس آيت منقلات” وغيرهم، كما كان الديوان الوطني للثقافة والإعلام، مرافقا للفنان في حياته ومماته، أين كان المتكفل بجميع مصاريف علاجه، وحتى نقل جثمانه إلى أرض الوطن. جنازة شعبية مهيبة نظم سكان ولاية بجاية، تكريما شعبيا كبيرا يليق بمقام وعلو كعب الفنان جمال علام، من خلال حضوره القوي إلى مسرح مدينة بجاية لتوديعه، حيث لم يسع بهو دار الثقافة ومحيطه الآلاف من المعزين والمحبين الذين أشادوا بمكانة هذه الشخصية الكبيرة في فنها، والبسيطة في تعاملاتها، مؤكدين أن “جمال علام” هو أحد الأبناء البررة، لهده المدينة العريقة في كل المجالات، والتي حملها في قلبه قبل فنه. محمد حطاب: علام كان يعلم أن الثقافة جزء لا يتجزأ من المجتمع قدم محمد حطاب، وزير الشباب والرياضة، الذي كان حاضرا ببجاية للمشاركة في جنازة الفقيد الفنان الراحل جمال علام، تعازيه الخالصة باسم الحكومة للعائلة الفنية ولعائلة الفقيد ولكل سكان بجايةوالجزائر، مشيرا إلى أن ورقة أخرى قد سقطت من شجرة العائلة الفنية الجزائرية، مضيفا أن علام كان هرما بكل ما تحمله الكلمة من دلالة، معتبرا إياه شخصية نموذجية، مؤكدا في هذا الصدد أن جمال كان جميلا بصوته وكتاباته كما كان علام- يضيف حطاب- يعلم أيضا أن الثقافة جزء لا يتجزأ من المجتمع، مضيفا أن الفنان الراحل جمال علام، كان أصيلا في مواقفه التي تربطه بفنه ووطنه. للإشارة، فقد كان حطاب من بين الحاضرين السنة الفارطة خلال التكريم الذي حظي به جمال علام، حينما كان واليا على بجاية. عز الدين ميهوبي: جمال كان يحمل الجزائر في قلبه عبر عز الدين ميهوبي، وزير الثقافة، بكثير من التأثر، عن حزنه الكبير بفقدانه أحد أصدقائه، حيث كان ميهوبي من بين الأوائل الذين حضروا إلى مطار بجاية من أجل استقبال جثمان الفنان الراحل جمال علام، وقال ميهوبي: “أعزي نفسي وسكان بجاية وكل الجزائريين.. فقدنا فنانا كبيرا قدم الكثير من أجمل ما يكون وذلك طوال 50 سنة من العطاء، وقد ارتقى جمال بالأغنية القبائلية بإيقاعات عالمية” مشيرا إلى أن جمال علام ساهم كثيرا في تطوير الثقافة الجزائرية وفي جميع الميادين سواء كان في التأليف أم الغناء أم المسرح أم السينما أم الشعر وكذا من خلال حضوره الدائم في المواعيد الثقافية داخل وخارج الوطن. وبحكم العلاقة الأخوية التي تجمع بينهما فقد أكد ميهوبي أن جمال كان إنسانا متواضعا وبسيطا، كان يحب بجاية وشيوخها وشوارعها ومقاهيها كما يحمل علام الجزائر دائما في قلبه- يقول ميهوبي الذي أضاف “لقد رافقناه إلى غاية آخر لحظة في حياته.. كنا نسعى إلى تخفيف المرض عنه من خلال وقوفنا الدائم إلى جانبه” مؤكدا في نفس الوقت “عرفت من خلال الصداقة التي جمعت بيننا أن جمال كان مخلصا للجزائر.. فقد خسرنا اليوم أخا وخسرنا فنانا وخسرنا رجلا وخسرنا شخصية ثقافية متميزة” وقد قدم ميهوبي تعازيه باسم الحكومة لسكان بجايةوالجزائر ككل ولعائلته وللأسرة الفنية، معلنا وقوفه الدائم إلى جانب عائلة الفقيد. صافي بوتلة: “رافقت الراحل حتى آخر أيامه” عبر الفنان صافي بوتلة عن اعتزازه الكبير، بمعرفة الراحل “جمال علام”، وهي صداقة تعود جذورها إلى 40 سنة خلت، مؤكدا أن ألبوم “قورايا” لجمال علام الذي جمعهما سويا، زاد من تعزيز صداقتهما، مشيرا أن الحظ ساعفه في مرافقة هده الشخصية الفنية المتميزة، وهذا الإنسان المرح جدا، خلال أيامه الأخيرة بالمستشفى بفرنسا، وهو واجب أخوي، يضيف أداه بكل حب. ومعلوم أن الراحل قد لفظ أنفاسه الأخيرة، مساء السبت بإحدى مستشفيات باريس بعد إصابته بمرض عضال خلال الأشهر الأخيرة، ودلك عن عمر يناهز ال71 سنة، هذا وقد تم بالولاية تأسيس لجنة شعبية لاستقبال جثمانه. عمر فطموش: لا بد من تظاهرة سنوية لتخليده عبر عمر فطموش، المدير السابق للمسرح الجهوي لبجاية ومحافظ المهرجان الدولي للمسرح سابقا، عن تعاطفه مع عائلة الفقيد جمال علام، مشيرا أن جمال كان قد أحيا العديد من السهرات الفنية الناجحة على مستوى المسرح الجهوي لبجاية وذلك خلال فعاليات المهرجان الدولي للمسرح الذي تحتضنه بجاية كل سنة، مضيفا أن “الجزائر خسرت اليوم فنانا كبيرا ولا يحق لنا نسيان هذا الرجل المخلص”، حيث اقترح فطموش، استحداث تظاهرة فنية تحمل اسم الفقيد جمال علام، تقام كل سنة، وذلك بهدف تخليده حتى لا ننسى هذا الراجل الذي قدم الكثير للجزائر، رافعا العلم الوطني في العديد من البلدان الأجنبية خلال مشواره الفني الطويل والثري والمتميز، كما يقول فطموش، وكذا حتى تتعرف عليه الأجيال القادمة. إطلاق اسم جمال علام على مسابقة أجمل قرية ببجاية علمت “الشروق” أن المجلس الشعبي الولائي لبجاية، قرر إطلاق اسم الفنان الراحل “جمال علام” على مسابقة أجمل وأنظف قرية بولاية بجاية، وهي المبادرة التي ما زالت في طبعتها الأولى، حيث خصص المجلس الشعبي الولائي في هذا الصدد لهذه المسابقة التي تهدف إلى غرس ثقافة النظافة في أوساط المواطنين وتشجيعهم للاعتناء بجمال قراهم وأحيائهم، نحو 800 مليون سنتيم من دون الحديث عن الإعانات التي من المنتظر أن يقدمها العديد من المتعاملين الاقتصاديين من أجل إنجاح هذه المسابقة التي ستحمل مستقبلا اسم الراحل جمال علام.