أحيا، الخميس، سكان قرية “آيت صلان” ببلدية أقبيل في تيزي وزو مناسبة عاشوراء، وذلك من خلال تجسيدهم لعادة الأجداد القديمة والتي تتعلق بإخراج المواليد الذكور دون الإناث إلى تجمع القرية “ثاجماعت” قبل أسبوع من عاشوراء، حيث يعرض هؤلاء الأطفال لأول مرة على رجال ونساء القرية، من أجل إلقاء نظرة عليهم. هذه العادة التي تسبقها قصّ جزء من شعر الطفل الذي يحمل معه مبلغا من النقود وهو في طريقه إلى تاجماعت، تليها طقوس تتمثل في توجه نساء القرية إلى بيوت هؤلاء المواليد الجدد لإخراجهم لأول مرة، إذ يلقين العنان لزغاريد ومدائح ترافق الأطفال الصغار إلى غاية تاجماعت، لإبعاد العين عنهم ليصبح هؤلاء الصغار أحرارا وبإمكانهم بعدها مجابهة الحياة بكل مصاعبها. عند وصول هؤلاء الأطفال إلى تاجماعت يقوم رجال القرية بجمع الأموال، في قفة مخصصة لذلك حيث يقدم كل قاطن في القرية مبلغا على حسب قدرته في حين يتصدق آخرون بمواش وهذا على حسب الرغبة، بعد الانتهاء من جمع الأموال يقررون التسوق لشراء الأبقار التي تذبح في اليوم الذي يسبق عاشوراء، حيث خصص أهل القرية مكانا لإقامة هذه الوزيعة، على أن يتم توزيع اللحم في صبيحة عاشوراء، حيث يوزع على حسب عدد أفراد العائلة الواحدة، ليتم طهي أكلة واحدة لجميع سكان القرية في ليلة عاشوراء، من أجل أن يتساوى فيها الفقير والغني، لتبدأ بعدها أجواء الاحتفال في سهرة طويلة تطفو عليها مظاهر وضع الحناء للأطفال مع إطلاق العناء لحناجر النساء لغناء أجمل ما حفظنه من أغان ومدائح حول مناسبة عاشوراء. هذه العادة المتجذرة في نفوس أهل القرية توارثها السكان أبا عن جد واحتفظوا بها على مرّ الزمان بالرغم من تغير العادات والتقاليد في عديد المناطق، حيث اندثر بعضها في حين دخلت عادات جديدة في المجتمع، إلا أن سكان آيت صلان بقوا أوفياء لتقاليدهم التي أورثوها للجيل الصاعد.