ملايين الحسابات الالكترونية على الوسائط الاجتماعية، البعض يتخذ منها مساحة للحرية والرأي والبعض يتخذها نافذة للابتزاز ونشر فضائح الناس وصورهم وعوراتهم.. مواقع التواصل الاجتماعي تتناقل يوميا الجدل الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وتعكس أيضا مدى التعلق الشديد للجزائريين وخصوصياتهم، مستخدمين في ذلك إما أرشيف الصور الخاصة أو تطبيقات الكترونية تخترق الحسابات الخاصة وقاعدة بيانات، إما من جهاز الكمبيوتر أو الهواتف النقالة. صور للمسؤولين ورسائل ومقاطع فيديو أربكت الجميع في الآونة الأخيرة إلى درجة أن الناس تملّكهم الخوف من ماضيهم ومن علاقاتهم المشبوهة التي حاولوا نسيانها مع السنوات، لكن الفايسبوك جاء ليعيدها إلى العلن وبصورة صادمة فرقت العائلات وطلقت الزوجات وتسببت في جرائم قتل. السياسيون في الواجهة استغلت صفحات الفايسبوك مؤخرا ضد السياسيين وبعض المسؤولين والنواب من خلال نشر أرشيف للصور، يقال أنها أخذت من هواتفهم الخاصة ومن داخل بيوتهم لتصبح منشورة الكترونيا على أوسع نطاق يتناقلها ملايين الجزائريين، بعض الصور محرجة وبعضها يشمل مقاطع فيديو وصور مخلة بالحياء أو في وضعيات غير لائقة كصور التقطت في الحانات وداخل الفنادق أو من داخل جدران المكاتب لجرائم تحرش بالنساء وغيرها كما حدث مع مسؤولين في مؤسسات عمومية كبرى، اخرها فيديو رئيس بلدية راس الواد والمدير العام شركة نفطال. احذروا التطبيقات الذكية… من جانب آخر، يجد المواطنون البسطاء أنفسهم ضحايا التكنولوجيا، صور النساء في الأفراح والأعراس بملابس فاضحة تتناقلها وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع اليوتيوب تسببت في إحراج العائلات الجزائرية المحافظة، صور من داخل غرف النوم تسرب عبر الانترنت دون علم أصحابها بسبب هواتف تقرصن وحسابات تخترق، ويقول خبراء في المعلوماتية على خلاف استهداف المسؤولين وتصفية الحسابات ومحاولة الإطاحة بمسؤولين، فليس بالضرورة هناك أشخاص تعمدوا فضح العائلات أو تقصدوا نشر فيديوهات، خاصة من داخل الأعراس أو من داخل غرف النوم، بل جهل الكثير من مستخدمي تقنيات التصوير آو تحميل تطبيقات لا يكون بالمجان، بل مقابل قبول الوصول إلى بيانات شخصية. هناك شركات أجنبية في تطبيقات “فايبر” مثلا عند تحميل تطبيق من “غوغل بلاي” او “اب ستور” يطلب من المستخدم رخصة الدخول والولوج إلى سجل الهاتف وسجل المكالمات والبوم الصور وذاكرة صور الانترنت المتصفح والبريد الالكتروني، وفي كل تطبيق يشترط الضغط على زر القبول حتى يتم تحميل التطبيقات. ويقول خبراء المعلوماتية ان ملايين مستخدمي الانترنت يعطون “قاعدة بياناتهم” كرخصة لهذه الشركات الأجنبية لبيعها إلى شركات الإعلانات اللوطو وألعاب “الاس أم اس” وغيرها، ومع التطبيقات تسمح بنشر الفيديوهات المصورة مباشرة من الهاتف إلى الانترنت وهو ما وقع فيه الكثير من مستخدمي الهواتف والألواح الالكترونية في الأعراس والحفلات الخاصة. وأصبح الجزائريون يطلقون على الفايسبوك اسم “بوكشاف” ويتناولون تعليقات ساخرة وكاريكاتور تظهر كيف يرفع فايسبوك الغطاء على أجسادهم العارية وقد تفطن الكثير من مستخدميه بعدم نشر صور خاصة آو تعليقات مشينة أو شتائم آو رسائل خاصة عاطفية، لأن كل شيء سيكون مباحا على الانترنت في المستقبل. رسائل خاصة على المباشر والقانون غائب ينشر رواد مواقع التواصل الاجتماعي، نماذج صادمة عن بعض الرسائل والمحادثات الخاصة التي تفضح المسؤولين او الأشخاص العاديين، كما فعل شباب سنة 2017 عندما نشروا صورة فتاة في غابة بوشاوي كانت رفقة شاب، وبعدها في شهر ماي من نفس السنة نشر فيديو على شبكة التواصل الاجتماعي لمسؤول كبير في شركة نفطال واتهامه بفضيحة جنسية أدت إلى تنحيته من منصبه، أصيب إثرها بأزمة قلبية أدخلته العناية المركزة، ثم بعدها توالت الفضائح على مواقع التواصل الاجتماعي بنشر مقطع فيديو لرئيس إحدى بلديات سيدي بلعباس يظهره في وضعيات غير أخلاقية مع سيدات… وهو الفيديو الذي صدم الجزائريين وأحدث أزمة أخلاقية وجدلا واسعا، تحركت من خلاله مصالح الأمن وأوقفت المتسببين في تصوير المسؤول ونشر الفيديو. وبعيدا عن المسؤولين، تتعرض نساء وفتيات إلى صدمات كبيرة من خلال نشر تفاصيل خاصة من حياتهن عبر صفحات فايسبوك مثل صفحة “كل شيء عن بنات…”، وآخر رسالة خاصة كانت لفتاة بالاسم واللقب والصورة تحمل كلاما غير لائق، علق عليها ناشرها “انشر وبارطاجي على نطاق واسع حتى لا يتزوجها ابن الفاميليا”. واستنكر رجال الدين والقانون والمجتمع المدني طريقة اختراق خصوصية الأشخاص وتحطيم مستقبلهم وإهانتهم من خلال نشر صورهم ومحادثاتهم ومكالماتهم ويعتبرونه جريمة لا تقل عن خطورة هتك العرض. ويعاقب القانون الجزائري في المادة 303 مكرر من قانون العقوبات المعدل بالقانون رقم 06 -23 لسنة 2006 صراحة بالسجن من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات كل من يتعمد المساس بحرمة الحياة الخاصة للأشخاص بأي تقنية كالتقاط صور أو تسجيل أو نقل مكالمات آو أحاديث سرية بغير إذن. تشكيك في العلاقات… وغوغل يفضح حركات الناس تطبيق التحركات ونشرها غلى فايسبوك قد يكون أمرا متطورا يتباهى من خلاله مستخدمو الشبكات الاجتماعية بحركاتهم ورحلاتهم وسفرياتهم داخل آو خارج الوطن، لكن قد يجرك غوغل إلى أروقة العدالة ويكشف تحركاتك المشبوهة وهو ما وقع لسيدة رفع ضدها زوجها قضية طلاق بسبب إظهار تواجدها في مكان دون علمه. كذلك مؤخرا قام رجل بتطليق زوجته بعد شهر من الزواج بعد اختراق هاتفها ونشر صور غير لائقة كانت محملة على هاتفها. وتقول الدكتورة حسين نوارة من كلية الحقوق أن عالم الرقمية وعالم شبكات المعلومات العالمية يترك المستخدم آثار ودلالات كثيرة تتصل به بشكل سجلات رقمية حول الموقع الذي زاره والوقت الذي قضاه على الشبكة والأمور التي يبحث عنها والمواد التي قام بتنزيلها والوسائل التي أرسلها وهي تفاصيل دقيقة عن شخصية وحياة وهوايات وميول المستخدم. وفي الآونة الأخيرة تفطن الناس إلى خطورة الانترنت وخطورة التطبيقات الذكية التي تخترق هواتفهم وحواسيبهم وبياناتهم الخاصة فقاموا بمسح الصور والرسائل الخاصة وإعادة النظر في تعاملهم مع الانترنت. ل.م