شرعت وزارة الداخلية في منح إعانات مالية للأحزاب المترشحة للانتخابات التشريعية في سياق الإعانات التي تقدمها الدولة لهذه الأحزاب غير أن الداخلية فضلت معاملة كل حزب بقدر ثقله في ميزان الساحة السياسية ، لتكون بذلك الإعانات الموجهة لأحزاب التحالف الثلاثة عند حدود 400 مليون سنتيم. لكل من حزب جبهة التحرير الوطني ، والتجمع الوطني الديمقراطي وحركة مجتمع السلم وكذا نفس المبلغ بالنسبة لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الممثل ب 53 قائمة – الداخل والمهجر – فيما يفترض أن يستفيد حزب العمال والإصلاح عند حدود 300 مليون ، وعدا هؤلاء فإن باقي التشكيلات السياسية فتم تحديد المبالغ المخصصة لإعانتها على أساس القوائم المودعة على مستوى الولايات. وعلمت " الشروق اليومي " من مصادر مؤكدة أن وزارة الداخلية والجماعات المحلية أبلغت أمس الأحزاب السياسية ال 24 المشاركة في الانتخابات على مختلف أحجامها الثقيلة منها والمجهرية عبر رسالة مراسلة رسمية بقرارها القاضي منح إعانات مالية للأحزاب السياسية في إطار الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها يوم ال 17 ماي الجاري ،عملا بأحكام القانون العضوي المتعلق بنظام الانتخابات ولا سيما المادة 185 منه ،حيث تقرر منح مساعدات مالية لتمويل الحملات الانتخابية ، غير أن الداخلية اعتمدت عامل مهم في تحديد المبالغ المالية المخصصة وهو عدد القوائم المودعة على مستوى الولايات. وحسب مضمون الرسالة التي اضطلعت عليها " الشروق اليومي " فإنه تقرر منح على الأقل ستة أحزاب كالأفلان والأرندي وحمس والأرسيدي والإصلاح والعمال والتحالف الوطني الجمهوري مبلغ 400 مليون سنتيم لكل حزب على اعتبار أنهم التشكيلات السياسية التي طرحت قوائمها في أزيد من 41 ولاية التي حددتها وزارة الداخلية لتخصيص هذا الغلاف المالي الذي يعتبر الأكبر ، فيما تم تحديد مبلغ 5 ملايين دينار للحزب المرشح في ولاية واحدة ، أما الأحزاب المرشحة في ولايتين الى 10 ولايات فإنها تستفيد ب10 ملايين سنتيم ، أما الأحزاب التي طرحت قوائمها الانتخابية في 11 الى 20 ولاية فتستفيد من مساعدة قدرها 50 مليون سنتيم ، أما الأحزاب الممثلة بقوائمها الانتخابية في 21 الى 30 ولاية فإن مقدار استفادتها من الإعانة يمثل 150 مليون سنتيم ،أما تلك الأحزاب التي تمكنت أن تكون حاضرة في 31 الى 40 ولاية فإن إعانتها المالية تقررت في حدود 300 مليون .أما تلك الأحزاب الحاضرة قوائمها في 41 ولاية فما فوق فإن مقدارها من الإعانات في حدود ال 400 مليون وهي نصيب الأحزاب الكبرى طبعا. وبعملية حسابية بسيطة نجد أن هذه الإعانات الموجهة للأحزاب ستكلف الدولة عند حدود 5 ملايير سنتيم ، وذلك باعتماد عامل إمكانية حضور الأحزاب ال18 المتبقية في 30 ولاية على أكثر تقدير ، والجدير بالذكر في هذا المقام أن الأحزاب السياسية ذات الوزن الثقيل كالأفلان والأرندي وحمس كانت قد رمت بكل ثقلها المادي في الحملة الانتخابية بالاعتماد على مواردها المالية الخاصة دون الالتفات الى إعانات الدولة في هذا الإطار ،وإن كان العامل الذي اعتمدته الدولة في منح إعانتها هذه المرة جد عقلاني على اعتبار أبعاده في قطع الطريق أمام الأحزاب المجهرية " للبزنسة " في هذا الموعد الانتخابي ، وبذلك تكون وزارة الداخلية قد أقدمت على إجراءات عملية للوقوف في وجه " استباحة "أموال الخزينة العمومية بعد أن أضحت هدفا ومرمى بعض الأحزاب من " أهل الكهف " الذين يغيبون مطولا ويستفيقون من سبات عميق على وقع موعد انتخابي ترصد له الحكومة أموالا طائلة لإنجاحه على اعتبار أنه يندرج ضمن مواصلة الدولة لجهودها في بناء مؤسسات الدولة . سميرة بلعمري:[email protected]