طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بكشف الحقيقة فيما يتعلق باختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، حسب ما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، السبت. وقال ل”بي بي سي”، إنه يخشى من تكرار هذا النمط من الاختفاء لدرجة تجعله يبدو “طبيعياً”. وكان خاشقجي، الذي عرف بانتقاد سياسة الحكومة السعودية، قد اختفى في الثاني من أكتوبر الجاري بعد زيارته القنصلية السعودية في إسطنبول. وتقول السعودية، إن اتهامها بإصدار تعليمات بقتله “أكاذيب لا أساس لها”. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن وزير الداخلية الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف آل سعود قوله، إن “المملكة أيضاً تريد معرفة الحقيقة”، ووصف اتهامها بإصدار أوامر بقتله بأنه “لا أساس له من الصحة”. وقال مصدر أمني تركي لبي بي سي، إن “مسؤولين يملكون دلائل بالفيديو تثبت أن خاشقجي الذي يكتب في صحيفة واشنطن بوست قتل داخل القنصلية”. ماذا قال غوتيريش؟ وقال غوتيريش أثناء حضوره اجتماعاً لصندوق النقد الدولي: “يجب أن نطالب بشدة بالكشف عن الحقيقة. يجب أن نعرف ما حصل بالضبط ومن المسؤول، وحين تتكرر أوضاع كهذه علينا البحث عن طريقة لمحاسبة المسؤولين”. وأضاف أنه يرى أن على النظام القضائي أن يجعل المحاسبة ممكنة، وعبر عن قلقه “من أن يصبح هذا السلوك مقبولاً وعادياً”. وطالب غوتيريش الحكومات باتخاذ رد على ما حدث حال اتضاحه. يذكر أن السعودية تستضيف مؤتمراً مهماً للاستثمار في الرياض هذا الشهر. ماذا سيحدث للمؤتمر؟ قال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين، إن واشنطن تبحث عن معلومات، وإنها تريد أن تفهم ما حدث. وعبر عن قلق واشنطن لمصير خاشقجي وعائلته. في الوقت نفسه أكد الوزير الأمريكي أنه ما زال يخطط لحضور مؤتمر “مبادرة الاستثمار المستقبلي” في الرياض والمسمى “دافوس في الصحراء”، والذي سيفتتح في 23 أكتوبر. وقد انسحب جيم كيم رئيس البنك الدولي من حضور المؤتمر، كذلك أعلن ريتشارد برانسون رئيس مجموعة “فيرجن”، عن تجميد المحادثات حول استثمار سعودي بقيمة مليار دولار في المشاريع الفضائية لشركة فيرجن. وعبرت كريستين لاغارد رئيسة صندوق النقد الدولي عن “إحساسها بالفزع” من تقارير واردة من تركيا لكنها ستحضر المؤتمر. وقالت لاغارد: “علي أن أمضي قدماً في تصريف شؤون صندوق النقد الدولي في ظل كل الظروف المقلقة في العالم. في هذه اللحظة لا أنوي تغيير قراري بحضور المؤتمر، وسأراقب المعلومات الواردة في الأيام لاقليلة القادمة بخصوص ما حدث”. وتعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي بنى علاقات جيدة مع السعودية، بالكشف عن الحقيقة. ماذا تكشف التسجيلات التركية؟ وتفيد آخر التقارير أن اعتداءً قد وقع وكذلك مقاومة للاعتداء. وأكد مسؤول أمني تركي ل”بي بي سي عربي” وجود تسجيلات بالصوت والصورة، ولكن لم يتضح إذا كان قد اطلع على التسجيلات طرف آخر غير تركيا. ونسبت صحيفة واشنطن بوست إلى أحد المصادر قوله، أنه يسمع في أحد التسجيلات تعرض خاشقجي للضرب وتظهر بعض التسجيلات “تقطيع جسده”. وقال مصدر آخر لصحيفة واشنطن بوست التي يكتب خاشقجي عموداً على صفحاتها: “يمكن سماع صوت خاشقجي وأصوات رجال آخرين يتحدثون العربية. يمكن سماع التحقيق معه وتعذيبه ومن ثم قتله”. وتقول وسائل إعلام تركية، إن السلطات تحقق في تسجيلات مصدرها الساعة الذكية لخاشقجي، لكن لم يتسن التأكد من ذلك. وبث التلفزيون التركي لقطات تصور دخول خاشقجي للقنصلية لإتمام معاملات زواجه من خطيبته التركية خديجة جنكيز. ونشر أيضاً فيديو يظهر رجالاً وصفوا بأنهم من الأمن السعودي يدخلون تركيا ويغادرونها، في نفس اليوم الذي اختفى فيه خاشقجي. وقالت وسائل الإعلام التركية، إن “الفريق المكون من 15 شخصاً ضالع في عملية اختفاء خاشقجي”. وقالت وسائل إعلام، أن أحد أعضاء الفريق هو ماهر المترب وهو عقيد في جهاز المخابرات السعودي عمل في سفارة بلاده في لندن، بينما يعتقد أن عضواً آخر في الفريق هو اختصاصي أبحاث جنائية. ماذا يحدث الآن في التحقيقات؟ وتبني تركيا موقفها الرسمي على أن خاشقجي “مفقود”، لكنها “تعرف بشكل مؤكد أنه قتل”، لكنها وافقت على التعاون مع الجانب السعودي في التحقيق، وقد وصل وفد سعودي إلى تركيا، الجمعة، للنشاركة في محادثات تجري خلال نهاية الأسبوع. ويأتي وصول الوفد بعد يوم واحد من الكشف عن زيارة مسؤول سعودي كبير هو الأمير خالد الفيصل لتركيا للبحث عن حل عاجل للأزمة الدبلوماسية بين البلدين. UN Secretary General @antonioguterres calls for action over Jamal Khashoggi. I interviewed him at #IMFWBAnnualMeeting2018 https://t.co/7ASG8hyA7G — Kamal Ahmed (@bbckamal) October 13, 2018