اجتاحت مدينة بئر العاتر بولاية تبسة، ابتداء من مساء الثلاثاء، سيول أمطار غزيرة تسببت في فيضان عدة أودية، ما تسبب في خسائر مادية معتبرة، قدرها ناشطون من المجتمع المدني، بمئات الملايير خاصة على مستوى المتاجر، التي غمرتها المياه، فضلا عن عشرات المنازل، التي اضطر أهلها إلى مغادرتها بعد أن وصل منسوب الماء إلى نحو المتر ببعضها، كما تعرضت العشرات من المركبات لأعطاب بعد أن حاصرتها المياه. وحمّل المواطنون المسؤولين هشاشة البنية التحتية وعمليات الإنجاز التي تمت دون مراعاة الجوانب التقنية. وتسببت الأمطار الغزيرة المصحوبة برعود قوية ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء بولاية بسكرة، في فيضان العديد من الأودية، ما تسبب في قطع بعض الطرق الحيوية كما هي الحال في الطريق الوطني رقم 83 الرابط بين سيدي عقبة وبسكرة، أين تسبب فيضان وادي المالح في شل حركة السير لعدة ساعات وفي الاتجاهين، وبالجهة الغربية من الولاية تسبب فيضان وادي تامدة في قطع الطريق الوطني رقم 46 (أ) الرابط بين بلدية الدوسن وقرية بئر النعام وبشكل متفاوت، ما صعب على أصحاب المركبات الصغيرة العبور طوال الفترة الصباحية. كما تم أيضا تسجيل فيضان قوي لوادي جدي الذي فاضت مياهه بمستويات قياسية لم يسجلها منذ مدة طويلة. وفي عاصمة الولاية بسكرة تكشفت مجددا الوضعية المزرية لبعض الأحياء والشوارع غير المهيأة بسبب غياب البالوعات أو انسدادها كليا كما هو الحال بحي حوحو بالعالية وحي خبزي والمصلى. كما عطلت الأمطار عمليات جني التمور بأغلب تراب الولاية. وفي وسط البلاد تدخل أعوان الوحدة الثانوية للحماية المدنية بعين ماضي شمال غرب الأغواط، وقاموا بسحب شاحنتين عالقتين. الأولى بمجرى واد عين المزابي بتراب بلدية تاجموت والثانية بمجرى واد الملح. في الوقت الذي تم فيه إنقاذ 4 أشخاص ( 27،33،38، 40) سنة، كانوا عالقين بمجرى بمنطقة كاف خنق الملح بذات البلدية دائما. ومن جهتها، تدخلت هي الأخرى وحدة وادي مرة زوال الأمس وقامت بجر شاحنة عالقة بمجرى إحدى الشعاب بمنطقة الجدر. وفضحت الأمطار الأخيرة التي تساقطت على مدينة مسعد جنوبالجلفة سياسة "البركولاج" في الأشغال، حيث تهدمت العديد من الطرقات والأرصفة التي أنجزت حديثا كالطريق المؤدي للسوق الأسبوعي، أين انحدرت بعض الطرقات والأرصفة في مشهد مؤسف ما أدى إلى قطع بعض الطرقات بالمدينة كما أن الأمطار ومياه الوادي تسربت في العديد من الأحياء بسبب غلق منافذ الوادي، حيث غمرت المياه المنازل وسببت خسائر معتبرة لسكان الأحياء، وتحولت الأمطار في مدينة مسعد لهاجس كبير للسكان، حيث تغلق الطرقات والأحياء ما دفع السكان إلى مطالبة الجهات الوصية بإيجاد حل عاجل لهذه الظاهرة التي أصبحت تتكرر مع كل تساقط ولو كميات قليلة من الأمطار. وبتيزي وزو نجا ليلة أول أمس، أربعة أشخاص من موت محقق، بقرية بوعقالة جنوب تيزي وزو، حين انهارت أجزاء كبيرة من منزلهم المهترئ، جراء التساقط الكبير للأمطار، ما جعل العائلة تبيت في العراء دون حل يذكر من طرف السلطات التي عاينت المكان وانسحبت. ناشدت أمس عائلة "طاهر" المكونة من الوالدين وطفلين في العقد الأول من العمر، والقاطنة بقرية بوعقالة ببلدية مشطراس في بوغني جنوب تيزي وزو، السلطات المعنية التدخل لانتشالها من الضياع بعدما أصبحت منكوبة منذ ليلة أول أمس، حيث انهار المنزل الطوبي الذي كان يؤويهم منذ سنوات والمكون من غرفتين، وأصبحت أجزاؤه المتبقية خطرا حقيقيا على حياتهم إذا ما اضطروا للبقاء فيه أكثر.