وجه أنثوي، من نتاج ثورة الوجوه الصاعدة في عالم التمثيل في الجزائر، تخطو بخطوات ثابتة في هذا العالم، بعد ما قدمت عدة أعمال على خشبة المسرح، نالت من خلالها جوائز عديدة داخل الوطن وخارجه، عن بداياتها الأولى، وكذا وجهة نظرها في الكثير من قضايا هذا المجال في الجزائر، حلمها وما تصبو إليه في عالم لا يعترف إلا بالكفاءة، كانت النجمة الصاعدة آمال بن عمرة ضيفتنا لهذا العدد. قبل ولوج عالم الأعمال التلفزية، من أين كانت البداية؟ انطلاقتي الأولى كانت من المدينة الأم بومرداس، كنت أحب التمثيل مند الصغر، لكن العائق الكبير أنني كنت لا أستطيع التنقل إلى العاصمة لقلة الإمكانيات المادية، ومن الصدف أنني دخلت إلى "دار الشاب" من أجل البحث عن تربصات في جميع الميادين، فانخرطت في فرقة المسرح "الصخرة السوداء"، تحت إشراف المخرج فوزي بايت، ومن خلاله تعرفت على المخرج سيد أحمد طراوي الذي اعتبره بمثابة الانطلاقة الحقيقية، لأن المسرحيات التي نلت فيها الجوائز كان أغلبها من إخراجه، انتقلت بعدها إلى المسارح الجهوية، العلمة، أم االبواقي، وحاليا أنا في المسرح الجهوي لمعسكر. هل ترين أن المرور بالمسرح ضرورة من أجل صقل الموهبة؟ صراحة لم أقم بالتكوين، تكويني كان مباشرة في المسرح، الشيء الإيجابي في المسرح، أنه يفتح لك الباب لأداء كل الأدوار دون استثناء، هذا ما ساعدني على التأقلم مع كل الأدوار قمت بها في التلفزيون، كما أن خشبة المسرح تساعدك كثيرا على الاتصال المباشر مع الجمهور عكس الكاميرا، لذا المسرح يجعلك على استعداد تام أثناء القيام بالدور، بعيدا عن التوتر، وأرى أن توتر الممثل أثناء أداء دوره، يختلف من شخص لآخر، سواء أمام الكاميرا أو على خشبة المسرح. حدثينا عن بعض أعمالك وخصوصية كل عمل؟ أول عمل افتخر به هو البذرة، لأنه أول ظهور لي في عمل تلفزيوني، ما يميزه أن أول مشهد لي، كان يضم الممثل القدير محمد عجايمي، مراد شعبان، آسيا جرمون، فتيحة بربار رحمها الله، كنت خجولة حينها، ومن محاسن الصدف أنه في الجزء الأول لما كنت أشاهده مع العائلة، الدور الذي أعجبني حقا هو دور زوجة نبيل، ولم أصدق أنني لما قمت بالكاستينغ للمشاركة في الجزء الثاني له تحصلت على هذا الدور، عمل آخر كذلك وهو مسلسل "دار البهجة" للمخرج "جعفر قاسم"، ميزه العمل إلى جانب الممثلة القديرة بيونة، مسلسل "نور الفجر"، ومسلسل "شتاء بارد " لعبت فيه دور "رتاج"، وهو المسلسل المفضل والمميز عندي، لأنني لعبت فيه دور البطولة، مسلسل "طوق النار" للمخرج الأردني بسام المصري، مميز، لأني لأول مرة أشارك في عمل تلفزيوني بالعربية الفصحى، صور في مدينة جانيت الساحرة، أحسست حينها أنني غيرت المعمورة وليس الولاية فقط، كذلك السلسلة الفكاهية "الطاكسي" و"الطاكسي وخلاص" رفقة الممثل الفكاهي حميد عاشوري، مسلسل "فصول الحياة" الذي لعبت فيه دور الأم، للمخرج عمار شوشان، أما المسرحيات، مسرحية "نساء بلا ملامح" تحصلت فيها على أحسن دور نسائي، "الانقلاب"، "الفراشة المغرورة"، "المشعوذ"، "الحب الضائع"، "المهندسة والإمبراطور". قلتم في حوار سابق أن اللهجة الجزائرية تعرقل الأعمال الدرامية لعبور الحدود؟ نعم، اللهجة الجزائرية تعرقل عملية الاتصال مع دول المشرق وغيرها، فهي مزيج بين الدارجة والفرنسية، لكن في الوقت الحالي لا أعتبرها عائقا كبيرا في تقديم أعمال درامية كبيرة منافسة، ودون ذكر الأسماء، مؤخرا كانت هناك مسلسلات جزائرية حققت ضجة كبيرة، وكان تفاعل الجمهور معها من كل الدول، وهذا يعكس أن اللهجة لم تبق عائقا كبيرا، فقط يجب تقديم أعمال راقية وقوية، تستطيع فرض نفسها في كل الأقطار. يشتكي الكثير من قلة النصوص والسيناريوهات، أين الإشكال في رأيكم؟ أنا في هذا الميدان، ومشكلة النص تبقى دائما مطروحة مع بداية كل مشروع جديد، لكن لا يجب أن ننسى شيئا آخر، ففي الكثير من المرات، نقف عند سيناريوهات قوية جدا وجميلة، غير أنه لا توجد هناك إمكانيات مادية كبيرة من أجل ترجمتها في الواقع، ولو استغلت تكون جافة، ومن يلام هنا هو المنتج، لأنه لما يقرر العمل على هذا السيناريو، يجب أن يكون مدركا لحجم هذا العمل، لذا فبعضهم عندما يجد محدوديته في إتمام العمل، يقوم بحذف جزء كبير منه، وهذا يؤثر مباشرة على مضمون السيناريو وكذا على الممثلين، فيصبح العمل دون روح، ويظهر أنه سيناريو ضعيف، لذا يجب في البداية اختيار النص الذي يتماشى مع الإمكانيات الموجودة ليكون عملا متكاملا. هل عشوائية اختيار الوجوه، هو السبب المباشر في ضعف الأعمال؟ بالنسبة لي هو السبب الرئيس، أنا لست ضد أي مخرج في اختياراته، سواء اختار عارضي ازياء أو وجوه صاعدة أو محترفة أو حتى مغنين في عمل ما، فهو حر، لكن لما يأتي بكل فريق التمثيل من عارضي الأزياء هنا يصبح الأمر غير عادي، ولا تنتظر الشيء الكثير من هذا العمل. هل أنت ضد فكرة فصل المدرسة القديمة عن الجديدة كما ينادي بعض الممثلين؟ أحدثك عن نفسي، كان لي شرف العمل مع الممثلة "نضال" في البذرة، اعتبرها القدوة لي، من خلالها تعلمت الكثير في هذا العالم، أي كانت مدرستي في كل الخطوات، كنت أقوم بكل ما تقوم به حرفيا، لذا من الأخطاء التي تقع فيها الوجوه الصاعدة، أن بعضهم يعتبر نفسه وصل في هذا الميدان، ولا يستمع لنصائح من سبقوه، حتى أن بعضهم يعتبر النصيحة تقليل من قيمته. هل الدور الجريء هو ما يصنع عملا منافساتيا؟ يجب معرفة ما هو الدور الجريء، الجرأة في طرح موضوع أو فكرة، يجب أن تخدم الموضوع، ولا يكون طرحها عبثيا فحسب، أرى أن الكثير ممن خاضوا هذه التجارب أنقصت من قيمتهم، نعم فيه طابوهات تحمل رسالة هادفة، وفي بعض الأحيان الجمهور يتفاعل معها، وفيها العكس، لأنها لم تكن ذات هدف معين، وأنا ضد فكرة الطرح الجريء الخادش للحياء، لأن في الأخير نحن في مجتمع محافظ ولديه حدود أخلاقية. هل الجمال سبب مباشر للنجاح في التمثيل؟ أولا، لا أعتبر نفسي جميلة، الجمال في عالم التمثيل ممكن أن يعطيك مفتاح الدخول إليه، لكن بعده لا يضمن لك البقاء فيه، حتى ولو نجحت في العمل الأول، لأن هناك أشياء أخرى تطغى على الجمال مثل التكوين والحضور وقوة الشخصية. ما هي أسس النجاح في هذا العالم لوجه صاعد؟ أول شيء هو الاجتهاد والتكوين. تقبلين كل الأدوار التي تعرض عليك؟ لا، على غرار الأدوار الجريئة التي لا تخدمني كممثلة ولا العمل في حد ذاته، ولا تحمل رسالة. ما هي رسالة الدور الجريء في رأيك؟ مثلا لما نرى فتاة تتعاطى المخدرات، أكيد أن كل الجمهور سوف يكون ضد الفكرة، لكن مع سير العمل والتعمق في الدور من حيث أسباب تعاطي المخدرات مثلا، تجد هناك تجاوبا ايجابيا مع الدور من طرف الجمهور، ويقدم رسالة تأتي في شكل معالجة آفة اجتماعية مثلا. دور تحلمين به؟ لعبت دور "حيزية" في بداياتي الأولى في هذا العالم تحت عنوان "العصفور المنسي"، لكنه لم ير النور إلى حد الساعة، أما الدور الذي أحلم به فهو لعب دور مريضة بالسرطان، أمنيتي تحليق شعري لتقمص هذا الدور. ما هو الدافع للعب هذا الدور؟ أعرف أناسا قريبين مني يعانون من هذا المرض. ميولك بعيدا عن التمثيل؟ الكتابة، سواء نصوص مسرحية وغيرها، أملك فكرة على مرض السرطان أريد ترجمتها، لكن بعد تكوين في الكتابة، لكي لا أقع في العشوائية. ما هو الدور الذي بقي عالقا في ذهنك إلى حد الساعة؟ هو دور "رتاج " في مسلسل شتاء بارد للمخرج عمار تريبش، سيناريو سفيان دحماني، دوري كان طفلة حنونة، عاطفية، لكنها لا تحب الظلم، شخصية مركبة بالنسبة لي، وكما أسلفت الذكر، الظهور الأول لي في عمل تلفزيوني في مسلسل البذرة كذلك احتفظ بذكرى جميلة فيه. ما هي الشخصية التي تأثرت بها خلال مشوارك إلى حد الساعة؟ أولا، نضال، لأنها كانت مدرستي الأولى، وساعدتني كثيرا في بداياتي، كذلك الأستاذ محمد عجايمي، سالي كذلك أحبها كثيرا، حميد رماس رحمه الله. ما هي أهم الجوائز التي تحصلت عليها؟ أولا، أحسن دور نسوي في مسرحية "المشعوذ" للمخرج سيد أحمد دراوي، في مسرحية "الانقلاب"، كذلك تحصلت على أحسن دور نسائي مع نفس المخرج، أحسن دور نسائي في مسرحية "الفراشة المغرورة"، أحسن دور نسائي كذلك في مسرحية "منى والذئب"، ومسرحية نساء "بلا ملامح" للمخرج عباس إسلام في مهرجان الشباب ببغداد تحصلت كذلك على أحسن دور نسائي، أحسن دور نسائي كذلك في مسرحية "الحب الضائع"، مسرحية "المهندسة والإمبراطور" التي تحصلنا فيها على المرتبة الأولى لتصفيات للمسرح المحترف بعنابة.