عندما سنّ الاتحاد الدولي لكرة القدم سنة 2011 قانون البهاماس، باقتراح من الرئيس السابق ل"الفاف" محمد روراوة، الذي نص على إمكانية أي لاعب يمتلك جنسيتين تقمّص زي منتخب الأكابر لبلاده الأصلية، حتى ولو خاض مقابلات رسمية مع الفئات الصغرى لبلد آخر، قانون استفادت منه عدة دول من بينها الجزائر، التي عززت صفوفها بعدد كبير من اللاعبين، على غرار عنتر يحيى وجمال عبدون وحسان يبدة ومراد مغني وسفيان فيغولي وكارل مجاني وفوزي غلام وسفير تايدر وياسين براهيمي. وقد أثمر ذلك بتأهّل "الخضر" لمونديال 2010، ويشاء القدر أن يكون أول مستفيد من قانون البهاماس المدافع عنتر يحيى، مسجل هدف الفوز في ملحمة أم درمان. ورغم أن الجزائر تمكنت من إقناع عدد كبير من اللاعبين في عهد الرئيس السابق محمد روراوة، الذي وبطريقته الخاصة كان يعمل في سرية تامة على الاتصال بعائلات اللاعبين، لإقناعهم بأن الجزائر في أمس الحاجة إلى خدماتهم، حيث فشل في جلب البعض لكنه حقا نجح في اصطياد بعض العصافير النادرة التي مكنت المنتخب الوطني من التأهل لكأس العالم، ومكنتنا من الوصول إلى مراتب متقدمة في الترتيب العام ل"الفيفا". أردت الحديث عن قانون البهاماس لأن الاتحاد الحالي لكرة القدم لم يتمكن منذ ذهاب روراوة من إقناع أي لاعب ينشط خارج الجزائر من تقمص الألوان الوطنية، بلال بوطبة، مهدي لاريس، محمد منور بلخير، زكريا بولحية، ياسين عدلي، مهدي غويري، ماكسيم لوبيز، لامين غزالي، حكيم غنوش والقائمة لا تزال طويلة، وأهم عنصر موهوب على اتحادنا الموقر الإسراع في جلبه هو لاعب ليون الفرنسي حسام عوار، باعتبار أنه لاعب له مستقبل كبير ولا أظن أن الفرنسيين لا يضعونه في حساباتهم، فعندما سمعت المدرب الوطني جمال بلماضي يؤكد أنه سيتحدث معه مستقبلا لإقناعه عرفت أن اتحادنا أصبح لا يهتم بهذه الفئة من اللاعبين الذين قدموا الكثير لكرتنا، ولولاهم لما تأهلنا للمونديال مرتين متتاليتين. عندما نقرأ أن منتخبات شمال إفريقيا وخاصة الأشقاء المغاربة يعملون ما في وسعهم لتدعيم منتخباتهم الوطنية بالمواهب التي تنشط في أوروبا، وهي نفس الطريقة التي كان اتحادنا الموقر في عهد روراوة يقوم بها، عرفت لماذا عدنا إلى الوراء وتركنا جيراننا يتقدمون، ونحن باقون مكتوفي الأيدي، غارقون في محيطات من المشاكل الكروية التي أثرت سلبا على كرة القدم الجزائرية، التي أصبحت مثالا يقتدى به في العنف والرشوة، ولا نستطيع حتى تأمين لقاء كروي، ولا تطبيق القوانين الخاصة بالكرة، التي قد تدخلنا في دوامة من المشاكل لا نعرف لها حلا. أردت الحديث عن عودة فوزي غولام إلى المنافسة مع ناديه نابولي بعد سنة من الغياب بسبب إصابة تعرض لها، وهو الذي كان على طاولة أشهر الأندية العالمية، لكن ما لم أفهمه هو كيف للاتحاد الجزائري لكرة القدم الموقر، لم يتصل بغولام طول هذه الفترة، ولو برسائل نصية تشجيعية، وهو الذي كان في أمس الحاجة إليها. البطاقة الحمراء أشهرها في وجه من يتحدثون عن مستقبل الكرة الجزائرية ونحن عاجزون حتى عن جلب اللاعبين وتشجيعهم، وأصبحنا عاجزين حتى في دعوة نرسلها إلى رئيس فريق لتمثيل ناديه في قرعة الكأس، وفي إلغاء تربص للحكام الذين تمادوا في الخطإ، أليس من العيب أن نتحدث عن الاحتراف، ونزيح حكما شابا من قائمة الحكام ونعوضه بآخر لم يبق له إلا القليل ليتوجه نحو التقاعد.