واصلت سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر سلسلة لقاءاتها بالأحزاب السياسية في الجزائر، في خطوة تبدو أنها محاولة لاستشراف مواقف الفاعلين السياسيين في البلاد، بشأن الانتخابات الرئاسية التي توجد على بعد أقل من أربعة أشهر. وغرّد سفير الولاياتالمتحدةبالجزائر، جون ديروشر، عبر صفحته الخاصة على "تويتر" باللغة العربية قائلا: "أجريت اليوم (الإثنين) محادثات مثيرة للاهتمام مع رئيس تجمع أمل الجزائر (تاج)، عمر غول. لقاء جديد في إطار سلسلة اللقاءات مع قادة الأحزاب السياسية قبيل الانتخابات الرئاسية ل2019". وجاء لقاء السفير الأمريكي بوزير الأشغال العمومية الأسبق، بعد المبادرة التي أطلقها هذا الأخير "الندوة الوطنية من أجل جزائر جديدة"، وكذا الجدل الذي خلفته هذه المبادرة خلال المؤتمر الأول لحزب غول، الذي حضره كل قادة أحزاب معسكر الموالاة، نهاية الأسبوع المنصرم. ويبدو أن الدبلوماسي الأمريكي انتقل إلى السرعة القصوى لمحاولة فهم ما تشهده الساحة السياسية من تطورات متسارعة، لم تربك الجزائريين فحسب، بل امتدت أيضا حتى إلى الممثليات الدبلوماسية الأجنبية، والتي تبقى مطالبة بتزويد حكومات بلادها بالمعلومات الكفيلة بتمكينها من تموقع أفضل بشأن ما يجري. وكان آخر لقاء للسفير الأمريكي بزعماء الأحزاب السياسية، هو ذلك الذي جمعه برئيس جبهة المستقبل، عبد العزيز بلعيد، قبل نحو أسبوع من الآن، وهو اللقاء الذي أعقبه لقاء آخر بين ديروشر ووزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل. وقبل ذلك، وفي السابع والعشرين من نوفمبر المنصرم، نزل ديروشر ضيفا على رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، وهي المحادثات الذي وصفها الدبلوماسي الأمريكي بالمثيرة، وفق ما كتبه في تغريدة له: "محادثات مثيرة للاهتمام ركزت على مستقبل الجزائر وتعزيز العلاقات بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالجزائر". ويعتبر لقاء ديروشر برئيس حركة مجتمع السلم، الثاني من نوعه في ظرف اقل من سنة واحدة، وهو ما يؤشر على الأهمية التي توليها واشنطن للتيار الإسلامي في الجزائر، والذي يعتبر الخاسر الأكبر بين أطراف المعادلة السياسية في البلاد، مقارنة بالجيران في شرق البلاد وغربها. كما زار في وقت سابق، قادة أحزاب الموالاة، وعلى رأسهم الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، وزار الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، بصفته وزير أول. ولم يقتصر نشاط السفير الأمريكي على التباحث مع قادة ومسؤولي الأحزاب السياسية فحسب، بل امتد أيضا إلى زيارات قادته إلى بعض ولايات الوطن، ولقائه بعدد من الولاة، على غرار كل من والي ولاية أدرار، حمو بكوش، ووالي ولاية ورقلة عبد القادر جلاوي، ووالي ولاية سطيف، أحمد بادي، ووالي ولاية باتنة عبد الخالق صيودة.. ومن شأن اللقاءات التي جمعت السفير الأمريكي بمختلف قادة الأحزاب ومختلف الفاعلين في المشهد السياسي، والوزراء وولاة الجمهورية، أن يمكن ديروشر من جمع ما يحتاجه من مؤشرات قد تمكنه من بلورة تصور شامل حول الانتخابات الرئاسية المقبلة، والتي لا تزال تحتفظ بأسرارها رغم اقتراب موعدها.