نظمت مجموعة من المواطنين، السبت، وقفة احتجاجية أمام مقر ولاية الجلفة، احتجاجا على ما أسموه إهانة رئيس دائرة عين وسارة للمنطقة أمام الملأ، معتبرين هذه التصريحات استفزاز للسكان وإهانة واضحة لسكان مدينة مسعد وللولاية عامة، مطالبين الجهات المعنية بضرورة التدخل لإنصاف السكان، ورفع الغاضبون، شعارات وتنديد، مطالبين برحيل رئيس الدائرة، وكان العديد من النواب قد راسلوا السلطات العليا في البلاد من أجل التدخل. وكان رئيس الدائرة المذكورة، قد خرج بخرجة وصفت بالغريبة، خلال احتفالات رأس السنة الأمازيغية "ينّاير"، فلما استلم الكلمة داخل القاعة التي احتضنت الاحتفالات، راح يفتخر بنسبه الأمازيغي "النقي والنظيف"، وقال إن هذا تؤكده حسبه تحاليل الحمض النووي، وجينات "قبيلته التي لم تختلط بجينات الرومان!"، وواصل حديثه المثير للاستغراب، بالتحامل على المنطقة، بالقول إن نسبه لم يختلط بجينات الرومان، الذين لم يصلوا منطقة قبيلته، فيما "وصلوا إلى الجلفة، وآخر أحجارهم في مدينة مسعد"، ومسعد هي مدينة في جنوب ولاية الجلفة. وخلفت تصريحاته غضبا كبيرا داخل القاعة، فانبعثت في أرجائها صيحات الاستهجان وعبارات الاستياء، وسارع الكثيرون إلى مغادرتها ومقاطعة الاحتفال، احتجاجا على هذه التصريحات المسيئة، التي وصفت ب"العنصرية". وزادت موجة الغضب اتساعا، بعد أن جرى على نطاق واسع تداول فيديو يوثق تلك التصريحات، على شبكة الانترنت، وانتشر الفيديو الذي يوضح "سقطة" رئيس دائرة عين وسارة في وسائل التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم، مما دفع بالعديد من الجمعيات ممثلي المجتمع المدني لعدة بلديات، وكذا عدد من نواب البرلمان بغرفتيه للمطالبة بتدخل رئيس الجمهورية، ورد الاعتبار لسكان الجلفة، وقد هدد سكان عدد من البلديات على غرار، كل من سكان عين وسارة ومسعد، بتنظيم حركة احتجاجية واسعة، وتنظيم مسيرة من الجلفة إلى العاصمة، ما لم تتدخل السلطات العليا في البلاد لمعاقبة رئيس دائرة عين وسارة الذي أساء لسكان الجلفة، وشكك في نسب سكان عاصمة أولاد نايل، زاعما عدم صفاء جيناتهم.