قال المدير الجديد للسينماتيك إن الذين عارضوا تعيينه لا يستندون إلى كفاءاته ولا قدراته في التسيير، لكنهم ناقمون عليه لأنه سبق أن انتقد أفلامهم في الموقع الذي أطلقه، وأكد عقار في حوار ل"الشروق"، أن المنصب الذي حصل عليه لا يعتبر مكافأة من ميهوبي لكنه جاء كتتويج لمسار 20 سنة في الساحة كناقد ومخرج ومدير لعدة فعاليات سينمائية. ووعد سليم بإنجاح التحدي الذي وضع فيه من خلال إدارة مؤسسة سينمائية تعتبر الأولى عربيا وإفريقيا من ناحية الأرشيف السينمائي. كيف وجدت حالة السينيماتيك وبخاصة الأرشيف؟ عندما وصلت وجدت السينماتيك في حال إعادة الهيكلة. عملية استعادة الأرشيف تم إطلاقها من قبل وزارة الثقافة لا سينما من قبل مصلحة السينما للسيدة بن شيخ. في 2015 جاء ممثل عن المعهد الوطني الفرنسي للأرشيف وقام بجرد ومعاينة الأرشيف وتحديد الخطوات التي ينبغي اتخاذها مستقبلا. جزء من الأرشيف مخزن اليوم في المكتبة الوطنية لكن السينماتيك في حاجة إلى إمكانيات خاصة، وبخاصة إلى موظفين للعناية بالأفلام وأرشفتها ورقمنتها بشكل خاص بعد ذلك. لا ينبغي أن ننسى أن لدينا أكثر من 12 قاعة سينما تعتمد على ذخيرة السينماتيك. إنها المؤسسة العامة الوحيدة التي لديها الكثير من دور السينما، وعلينا إعادة إطلاقها وتفعيلها. في الأيام القادمة، ما هي أولوياتك على رأس المؤسسة أو خطة العمل؟ أولويتي هي إعادة إرساء قواعد السينماتيك، باعتبارها المكان الأول للسينما في الجزائر. نحن بصدد الإعداد لبرنامج تركيب جهاز "الدي سي بي" في قاعات تيزي وزو والعاصمة وقسنطينة التي ستدخل حيز التنفيذ قريبا، كما قمنا بتصميم موقع واب خاص بالسينماتيك لأنه من غير الطبيعي أن تبقى سينماتك الجزائر التي تعد الأولى في إفريقيا والعالم العربي لا تملك موقعا يعلن عبره عن أخبارها وفعالياتها، كما نعتزم أيضا تعزيز وجودنا في الأحداث والتظاهرات الدولية. كيف تفسر وجود 120 اسم وقع عريضة ضدك؟ هذه العريضة بدأت في الأساس من قبل نحو عشرة أشخاص الذين يلومونني بسبب كتاباتي ضد أفلامهم، نددوا بكتاباتي التي كانت تزعجهم لكن لم يشككوا أبدا في قدراتي أو معرفتي بالسينما. ولكن سريعا شجب الناس هذه الخطوة التي تستند إلى الحكم على طريقة تسييري المستقبلي للسينماتيك استنادا إلى كتاباتي في وقت سابق. هل قمت بكتابة مقال تزكي فيه تعيينك في الموقع الذي تديره؟ لديّ موقع وفريق تحرير يتكون من أربعة محررين. قدمت لهم معلومات، وقد كتبوا مقالًا عن مساري للرد على حملة التشويه والتشهير، التي أطلقتها بعض وسائل الإعلام. هل سيستمر سليم في الكتابة النقدية بعد توليه إدارة السينماتيك؟ ما زال الموقع موجودًا مع رئيس تحرير آخر، ليس لدي وقت للكتابة مع التزاماتي الجديدة، لكني أتدخل حيانا للترويج للسينما الجزائرية. من ناحية أخرى، سأقوم بإصدار كتب حول السينما والسينماتيك، وأرغب أيضا في إطلاق جمعية لنقاد السينما الجزائرية لتسجيل وجودنا في عالم السينما العالمية. وهل ستستمر في العمل ضمن لجنة مشاهدة الأفلام التابعة للوزارة؟ لأن هناك من اعتبر أن الوزير ميهوبي منحك المنصب كمكافأة عن تزكيتك للرقابة على الأفلام بعدما كان اسم آخر مكانك مطروحا لتولي إدارة السينماتيك؟ لم أعد جزءًا من لجنة المشاهدة منذ نوفمبر الماضي، اللجنة انتهت عهدتها وتم تجديدها. وصارت تحت قيادة مراد وزناجي مع أعضاء جدد على غرار رشيد بن علال، مكسير.. أولا، أريد أن أوضح أن اللجنة التي كنت عضوا فيها لا علاقة لها بفيلم العربي بن مهيدي، لكن له علاقة مع لجنة المشاهدة التابعة لوزارة المجاهدين. أولئك الذين يعارضون تعييني كانوا يحاولون إلصاق هذه التهمة بي لكنها تهمة باطلة. وزير الثقافة اقترح علي المنصب منذ أزيد من سنة ولكن الإجراءات الإدارية كانت طويلة لتطبيقها. تعييني لم يكن مكافأة من الوزير كما يحاول البعض تفسيره. لقد تم اختياري لنشاطي وتحريكي للمشهد السينمائي منذ عشرين سنة. أشرفت على تنظيم ست طبعات من أيام الجزائر للسينما منذ 2009 وأخرجت أكثر من 5 أفلام وثائقية بعضها يدافع عن السينما الجزائرية مثل "صور في الجزائر" و "شاهين" وكنت مديرا في لجنة مهرجان وهران وقمت بتنشيط حصص حول السينما في التلفزيون وموجود في الساحة الثقافية والإعلامية منذ 20 سنة من خلال المهرجانات والتلفزيونات والصحافة. لست متسلقا ولم أخرج من العدم كما يريد البعض إيهام الناس، أنا عنصر فاعل في الساحة السينمائية الجزائرية أدافع عن السينما الجزائرية من كل قلبي وبكل قوتي. وأعتقد أنك تعرفين جيدا مساري وقد حضرت في عدة فعليات قمت بتنظيمها. للتاريخ في عام 2014 عرضت علي نادية لعبدي منصب مدير المركز الوطني للسينما مكان آيت امزيان ولكنها لم تبق طويلا لترسم هذا التعين. وبالرجوع إلى الوراء، أعتقد أن مراد شويحي في المكان المناسب، وأن السينماتيك تناسبني، إنه تحد وسأحاول النجاح فيه. السينماتيك تفتقر إلى الدي سي بي، هل ستقومون بتدارك هذا الجانب؟ فعلا، الدي سي بي عتاد مهم لدينا ثلاثة أجهزة من الجيل الأخير في عنابة وبجاية ووهران ونأمل إرساء ثلاثة أجهزة أخرى في كل من قسنطينة وتيزي وزو والعاصمة. السينماتيك هي الوحيدة في العالم العربي وإفريقيا التي تملك هذا العدد من القاعات وخاصة أكثر من 60 ألف أسطوانة لأفلام من جميع الأشكال، فضلا عن الآلاف من الملصقات، وصور الأفلام.. إنه كنز لا يقدر بثمن ويجب الحفاظ عليه.