تعيش عائلة هنّوني بالشّلف منذ أكثر من شهر حالة من الإضطراب والحرب النفسية بعد اختفاء ابنها جمال البالغ من العمر 26 سنة، متزوّج وأب لطفلين، في ظروف مُريبة، حيث يقول خال المختفي بأنّ ابن أخته كان جالسا في مقهى بالشلف رفقة صديق، وفي تلك الأثناء تلقّى اتّصالا من شخص يقيم في بلدية الرملية التابعة لولاية الشلف كان قد اتّفق معه قبل أيام على أن يبيعه سيارته، ويضيف خال جمال بأنّ المُتّصل طلب من جمال أن يأتي لوحده، وقد طلب الصديق من جمال مرافقته، لكنّ جمال رفض قائلا له بأنّ المُتصل يريده لوحده. وانتقل جمال في حدود الخامسة مساء إلى الرّملية ليبيع سيارته"القولف" من الجيل الخامس لزبونه، وبعد ساعات اتّصل صديق جمال الذي كان معه في المقهى ليُذكّره بأنّه نسي نظاراته في السيارة، لكنّه وجد هاتف جمال مُغلقا، فأعاد الإتّصال به مرات عديدة، إلا أن الهاتف كان مغلقا دائما. ومع اقتراب الليل كبرت الشكوك في صدر الصديق، فاتّصل بأخ جمال وأخبره بأنّه يحاول الاتّصال بجمال، لكن دون جدوى، فانتقلا معا إلى بيت جمال، وهناك استفسر الأخ زوجة أخيه عن زوجها، فأخبرته بأنّها لم تره منذ المساء. وفي اليوم الموالي انتقل والد جمال وإخوته وأصحابه إلى الرملية للبحث عنه، خاصّة بعد أن أخبرهم أحد أصدقائه بأنّه يعرف الشخص الذي سيشتري السيارة من جمال، غير أنّهم لم يجدوا جمال ولا الشخص المقصود، فما كان منهم، إلا أن أبلغوا الدّرك بالموضوع ثمّ عادوا أدراجهم. وفي صباح يوم الجمعة، تلقّت عائلة جمال اتّصالا من بعض المواطنين من الرملية يُفيد بأنّهم عثروا على السيارة المفقودة بالقرب من عيادة، لكن من دون جمال، فانتقل أهل جمال وأصدقاؤه إلى الرمليّة، وهناك وجدوا السيارة، لكنّهم لم يستطيعوا فتح أبوابها، فاتّصلوا بالدّرك الوطني الذي تمكّن من فتحها بعد أن كسر زجاجها، وهنا يقول خال جمال "وجدنا بُقعا من الدّم على كرسي السّائق مغسولة بالماء وكأن الجناة حاولوا أن يُخفوا آثار ما اقترفوا، كما وجدنا آثار ضربات سكين في سقف السيارة". بعد ذلك بدأت التّحريّات لمعرفة الجناة وشنّ الدرك طيلة ثمانية أيام حملة بحث عن الشّخص الذي كان سيشتري السيارة من جمال، وفي اليوم التّاسع ظهر هذا الشخص، وقد اعترف في التحقيق بأنّه التقى جمال فعلا يوم الأربعاء التاسع من أفريل، نافيا أن يكون قد رآه بعد ذلك اليوم، غير أنّ التحرّيات كشفت بأنّ هذا الشخص كان على متن سيارة جمال في اليوم الموالي لاختفاء جمال، وقد أكد هذا الكلام والدُه وأحد جيرانه. كما سجّل الدّرك وجود ضربات سكّين وآثار عضّة على يده وهو ما زاد من حدّة الشكوك حول تورّطه في اختفاء جمال، وبعد انتهاء التحقيق معه قُدّم للعدالة، لكنّه لم يغيّر أقواله وتمسّك بنفي أية علاقة له بحادثة الإختفاء. وفي انتظار ما ستُسفر عنه التحرّيات، تُؤكّد عائلة جمال بأنّ ابنها اختُطف لأسباب تجهلها، كما تناشد كلّ من رآه أن يتّصل بها في أقرب وقت ممكن. م.هدنه