أجمع أعضاء جمعية مؤسسة القصبة على أن حبهم للموقع التراثي العريق جعلهم يقفون صوت رجل واحد لمعرفة كل صغيرة وكبيرة تمس القصبة عن طريق التدخلات التطوعية التي مكنتهم من الوقوف على كل التطورات التي يمكن إخراجها من مشاكلها اليومية المطروحة، مؤكدين أنهم ليسوا ضد فكرة مشروع الشراكة مع الجانب الفرنسي المتمثل في ورشات جون نوفال لإعادة إحياء القصبة، فكل إضافة إيجابية لهذا التراث مرحب به خاصة أن النسيج العمراني التابع للخواص بها يمثل نسبة 83 بالمائة. وقال رئيس جمعية مؤسسة القصبة علي مبتوش، على هامش منتدى جريدة المجاهد، إن الإحصاءات الأخيرة تؤكد أن سكان القصبة يتراوح عددهم ما بين 50 و60 ألفا، يقطنون بأكثر من 1500 مسكن، 60 بالمائة من النسيج العمراني بها تعرض للتهديم، مشيرا إلى أن أكثر من 83 بالمائة من نسيجها العمراني تابع للخواص، وهنا يقول مبتوش إن القانون يحمي هؤلاء من خلال منحهم إعانات من طرف الدولة من أجل إعادة تهيئة سكناتهم وفي حالة عدم تمكنهم يتطلب الأمر ترحيلهم أو منحهم سكنات. وعن سؤال "الشروق" حول إمكانية إخراج كافة السكان بعد ترحيلهم وجعل المنطقة مزارا كتراث يستقبل السياح، رد مبتوش باستحالة ذلك لأن القصبة– حسبه لا يمكن أن تبقى فارغة، فيلزم أن تبقى الحرفة والقصبة تتطلب أن تكون بها الحياة، داعيا السلطات إلى ضرورة التكفل الجدي بمشروع إحياء القصبة التي تعرف اليوم استقطابا للزوار والسياح، ينقص العملية التنظيم والتخطيط من طرف وزارة السياحة التي تم مراسلتها– حسبه لكنها لم تتدخل إلى حد اليوم خاصة في ما يتعلق بجانب الاعتداءات التي يتعرض لها الزوار. قضية مشروع إيل دو فرانس وورشات جون نوفال، من خلال عقد اتفاقية ثلاثية مع ولاية الجزائر بغية ترميم المعلم العتيق القصبة الذي أحدث ضجة كبيرة في الوسط الثقافي وحتى الشارع، كان رد مبتوش بعدم طرح الإشكال عليه، في حين أكد نائب رئيس جمعية مؤسسة القصبة المكلف بالشؤون الثقافية والإعلام عبد الحكيم مزيان، أنهم ليسوا ضد المشروع، فكل موقف أو مشروع يعطي دفعا للمعلم مرحب به خاصة في ما يتعلق بالمشاكل التقنية والمالية، مؤكدا أننا جاهزون لأي مقترح في انتظار أن تشاركهم السلطات في محتوى ذات المشروع. وختم المتدخلون من أعضاء الجمعية، لقاءهم بتصحيح بعض الأخطاء الشائعة عن نشأة القصبة التي تتحدث عن أصولها للأتراك، مبرزين أن وجودها كان قبل حلول الدولة العثمانية بالجزائر، حيث أسسها أو وسعها الفارون من الأندلس بعد سقوط غرناطة بعد أن كانت هضبة صغيرة مطلة على حوض البحر المتوسط.