تزامنا مع انطلاق مباراة كلاسيكو العالم في مدريد بين الريال وبرشلونة سهرة الأربعاء، حصل رياض محرز على فرصة العودة إلى المكانة الأساسية في مباراة الدوري التي تصادم فيها مانشستر سيتي على أرضه بالفريق اللندني ويست هام، ومن دون تحضير نفسي للعودة أمام 53 ألف من مناصري الفريق الأزرق. بدأ رياض محرز مباراته بفشل ذريع في تسجيل أول هدف، عندما قدّم له الإسباني دافيد سيلفا كرة سانحة، وكان رياض محرز على بعد متر من الشباك، فاستعمل قدمه اليمنى، فطارت الكرة بعيدا فوق مرمى حارس ويست هام، وفقد رياض محرز بسرعة ثقته بنفسه فكان صيدا سهلا لفخ التسلل وهو ما أفقد فريقه التركيز، وبدا انزعاج بعض لاعبي مانشستر سيتي من رياض محرز ومن تضييعه للكرات بطريقة واضحة ومفضوحة ومبالغ فيها خاصة من البلجيكي ديبراين، الذي صار لا يمرر الكرة لرياض محرز، وحرمه حتى من تنفيذ ركلات الركنية بالرغم من أن رياض محرز ينفذ الكرات الثابتة أحسن بكثير من النجم البلجيكي، كما ظهر الغضب الواضح على المدرب الإسباني غواديولا كلما أضاع رياض محرز الكرات، وعجز رياض محرز عن تقديم لقطة واحدة سليمة أو تمريرة واحدة، وفي الوقت الذي كان فيه الرائد ليفربول مكتسحا بالأداء وبالنتيجة منافسه اللندني واتفورد، كان مانشستر سيتي يسير نحو التعثر، ولاحت غمامات التعثر في سماء مانشستر وأدرك غواديولا بأن أي تعثر سيعني تضييع اللقب لأن ليفربول لم تبق له سوى مباراتين صعبتين أمام تشيلسي وتوتنهام، والنقاط صارت ثمينة جدا. لم يقحم غواديولا النجم الجزائري أساسيا عن قناعة، وإنما ليمنح لاعبه الإنجليزي ستيرلينغ فرصة الراحة بعد مباراة 120 دقيقة في الكأس أمام تشيلسي، كما منح النجم البرتغالي بيرناردو سيلفا الراحة، ولكن مسار الشوط الأول جعله يقتنع بأن لا تشكيلة له أحسن من التي فازت بكأس الرابطة، ولم تدق ساعة المباراة الدقيقة 55 حتى أخرج رياض محرز وأقحم ستيرلينغ، وليخفف من حزن رياض محرز أخرج ساني في الدقيقة 57 وأقحم بيرناردو سيلفا، وتمكن مانشستر سيتي من الفوز بهدف من ركلة جزاء من آغويرو، ولكن من دون أن يقدم ستيرلينغ الإضافة ولا بيرناردو سيلفا، ولكن المؤكد أن رياض محرز أدى واحدة من أسوأ المباريات التي لعبها في حياته وخاصة في سنواته الاحترافية في الدوري الإنجليزي الممتاز، وسيكون من الصعب وربما المستحيل أن نرى رياض محرز أساسيا في ما تبقى من مباريات الدوري الإنجليزي ومباريات رابطة أبطال اوروبا. قبل مباراة إياب رابطة أبطال أوربا أمام شالك الألماني في ملعب الاتحاد في 12 مارس، سيلعب مانشستر سيتي مباراتين سهلتين في الدوري الإنجليزي، أولاهما في بورنموث، ثم على أرضه أمام واتفورد، وقد لا يجد رياض محرز فرصة اللعب في هذه المباريات الثلاث، ويبقى ظهوره مؤجل إلى غاية يوم السبت في 16 مارس في كأس المحترفين في لندن أمام سوانسي، تماما كما حدث في كأس الاتحاد الإنجليزي عندما لعب رياض محرز وساهم في إيصال الفريق إلى الدور النهائي ثم يتم وضعه على التماس لأجل أن يلعب ستيرلينغ أساسيا في المباراة النهائية. متابعو الدوري الإنجليزي لاحظوا التعب الشديد الذي اعتصر غالبية النجوم، بسبب كثرة المباريات وأيضا الندّية الشديدة التي يلعب بها كل فرق الدوري الإنجليزي، ومن هؤلاء النجوم المصري محمد صلاح الذي لم يستطع طوال المباريات الخمس الأخيرة التي لعبها ليفربول من تسجيل أي هدف، ولم يتمكن حتى من تقديم تمريرة حاسمة بالرغم من أن المدرب الألماني لفريق ليفربول يعتمد على محمد صلاح أساسيا ونادرا ما يخرجه من الميدان، ويبدو على النجم المصري التعب الشديد معنويا وبدنيا في المباريات الأخيرة، وإذا واصل ليفربول مساره بنجاح في رابطة أبطال أوربا ونافس إلى آخر دقيقة على لقب الدوري الإنجليزي فمن الصعب على محمد صلاح أن يكون في قمة تألقه في منافسة أمم إفريقيا، حيث سيكون قد لعب قرابة 70 مباراة وسيكون زملاءه من أوروبيي ليفربول في راحة ويكون محمد صلاح بعد أن خرج من عدة معارك، مجبر على قيادة معركة أخرى شرسة ولكن برفاق أقل شأنا من نجوم ليفربول، لأجل ذلك عدم مشاركة رياض محرز باستمرار مع ناديه مانشستر سيتي قد يكون في صالح الخضر حيث سيحضر إلى مصر وهو لم يلعب مباريات كثيرة، كما أنه سيحاول الانتقام من نفسه والثأر لها أيضا حتى يعوّض موسمه الفاشل، حيث يبقى مانشستر سيتي مرشحا للفوز بالألقاب الأربعة الممكنة ولكن من دون رياض محرز. الإبعاد الطويل لرياض محرز منذ نهاية سنة 2018 عن التشكيلة الأساسية لمانشستر سيتي في الدوري المحلي ومنافسة رابطة أبطال أوربا، أفقد اللاعب نصف زاده من الثقة ومن الفنيات، وإذا قام المدرب غواديولا بإبعاده من المباراتين السهلتين القادمتين أمام بورنموث وواتفورد، فقد يفقد الزاد الكامل من ثقته بنفسه، وقد يكون موسم رياض محرز مع مانشستسر سيتي قد انتهى في دماغ اللاعب، وربما في دماغ المدرب الإسباني غوادويلا. ب. ع