وصلت إلى ميناء الجزائر أولى شحنات الكتب التي ستؤثث دورة 2012 من صالون الجزائر الدولي للكتاب قادمة من سوريا، الأردن، لبنان، السعودية ومصر. ومن المقرر أن تنطلق فعاليات الطبعة 17 من الصالون الدولي للكتاب في الجزائر بداية من 20 وإلى غاية 29 سبتمبر الداخل، وعلى غير ما تعوّد عليه جمهور الكتاب في الجزائر، فإنّ دورة 2012 من هذه التظاهرة الثقافية الدولية تأتي في ظروف خاصة ستلقي بظلالها على هذه التظاهرة برمّتها يأتي على رأس هذه الظروف أنّ الجزائر تحتفل على مدار هذا العام بالذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية، الأمر الذي سيعطي نكهة خاصة لهذه الدورة من الصالون، كما أنّ مكان تنظيم هذه التظاهرة سيكون على مستوى قصر المعارض بالصنوبر البحري، وهو المعقل الأول الذي احتضن الصالون قبل أن ينتقل إلى الفضاء المجاور لملعب 5 جويلية بابن عكنون، هذا إضافة إلى عدد من المستجدات التي ستعرفها دورة هذا العام من "سيلا" الجزائر. . محافظة جديدة للصالون من أهمّ التغييرات التي طرأت على الصالون الدولي للكتاب تعيين السيد حميدو مسعودي، وهو الرئيس المدير العام للمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، بداية من شهر أفريل المنصرم محافظا جديدا للصالون خلفا لإسماعيل أمزيان المنتهية ولايته على رأس هذه التظاهرة الدولية، وفي هذا الخصوص يؤكد حميدو مسعودي المحافظ الجديد للصالون في لقاء جمعنا به بمكتبه "ورثت إرثا ثقيلا عن المحافظين السابقين لهذه التظاهرة الدولية، وأحاول كلّ ما أستطيع لتكون على الأقل في مستوى السنة الفارطة". وصلت المساحة الإجمالية المخصّصة للعرض هذه السنة إلى 14 ألف متر مربع، يُضاف إليها 6 آلاف متر مربع، وهي مساحة الفضاءات المخصّصة للتنشيط الثقافي، ما يجعل المساحة الإجمالية لهذه التظاهرة تصل إلى 20 ألف متر مربع تشغلها أكثر من 700 دار نشر جاءت من 43 بلدا من مختلف قارات العالم، يشارك بعضها لأول مرة مثل الصين، النمسا، البرتغال وفنزويلا. . المشاركة الجزائرية والذكرى 50 للاستقلال. تعوّد الصالون في دوراته السابقة أن يتم اختيار بلد بعينه للمشاركة كضيف شرف، ولأنّ دورة 2012 تزامنت واحتفالات الجزائر بالذكرى الخمسين للاستقلال، رأت المحافظة من الأنسب أن تكون الجزائر البلد المضيف، هي البلد المحتفى به وهنا يؤكد المحافظ حميدو مسعودي "يُصادف الصالون الدولي للكتاب في دورته 17 لسنة 2012 احتفالات الجزائر المخلدة للذكرى الخمسين للاستقلال، وهي المناسبة التي جعلتنا كمحافظة نخصّص جناحا كبيرا للجزائر تشارك فيه مختلف دور النشر الوطنية العمومية والخاصة، ويتمُّ التركيز فيه على الكتاب التاريخي الذي تناول مختلف مراحل تاريخنا الوطني وكذا المؤلفات التي تناولت مراحل البناء والتشييد التي مرّت بها الجزائر، كما يضمُّ هذا الجناح أيضا جدار الصحافة، ويتم فيه عرض الكثير من المقالات والصور التاريخية لكثير من الشخصيات الوطنية لتعريف الجمهور بها وهذا بالتعاون بيننا ووزارة المجاهدين ومتحف المجاهد، كما ستساهم مكتبة الإسكندرية في هذا الجناح ببعض الوثائق التاريخية التي تحوزها عن الجزائر وتاريخها". وبحسب المحافظ الجديد للصالون الدولي للكتاب، فإن المشاركة الجزائرية في هذه التظاهرة تطورت هذا العام حيث بلغت دور النشر المشاركة في "سيلا" 2012 أكثر من 300 دار نشر. ورأت محافظة الصالون أن تعطي الأولوية في دورة هذا العام للكتاب الجامعي والعلمي وكذا للكتاب الأدبي الذي تمثله مختلف تجليات الإبداع من رواية وشعر وغيرهما، غير أن المحافظ كشف للشروق أنّ ذلك لا يعني إقصاء بقية أنواع الكتب وتخصُّصاتها، بل ستكون موجودة وهذا إرضاء لكلّ رغبات الجمهور الذي تعوّد على اقتناص فرصة الصالون لاقتناء حاجته من "خير جليس". واعتبر المحافظ مناسبة الصالون فرصة لمهنيي قطاع النشر لتطوير مهاراتهم من خلال الاحتكاك بالناشرين من مختلف الدول المشاركة سواء العربية منها أو الأجنبية. . التحضيرات اللوجيستيكية ل"سيلا 2012" بالرغم من أنّ المحافظ الجديد للصالون حميدو مسعودي استلم مهامه شهر أفريل المنصرم إلا أنه خاض سباقا ضد عقارب الساعة لتكون هذه الدورة أفضل من سابقاتها كمًّا ونوعًا. ومن أهمّ المميزات التي ستطبع دورة 2012 من صالون الجزائر الدولي للكتاب بالنسبة للتحضيرات اللوجيستيكية، كشف حميدو مسعودي المحافظ الجديد للصالون، أنّ دور النشر المشاركة لن يتمّ الفصل بينها مثلما دأبت عليه الدورات السابقة لهذه التظاهرة، حيث كانت دور النشر الأجنبية تتوزع في أجنحة خاصة بها بعيدا عن دور النشر العربية، لكن هذا العام رأت المحافظة أن تستغني عن هذا الفصل، وأن تتوزع دور النشر عبر الفضاءات كلّها دون التمييز بين العربية منها أو الأجنبية، والهدف بحسب محافظ الصالون، هو تحقيق المزيد من الاحتكاك بين دور النشر مهما كان البلد الذي تنتمي إليه ابتغاء تبادل الناشرين والمهتمين بعالم الكتاب أقصى ما يمكن من الخبرات في هذا المجال. كما قدّمت الفنادق هذا العام تخفيضات مهمّة في الحجوزات بالنسبة للمشاركين الأجانب، وخصّصت مصالح الجمارك أروقة في ميناء الجزائر أو على مستوى مطار هواري بومدين لفائدة صالون الكتاب بهدف تسهيل عمليات الجمركة، ومكّنت المحافظة هؤلاء المشاركين من عمليات الحجز عن طريق ملء استمارات المشاركة وإرسالها عبر الأنترنيت. ومن أهمّ التسهيلات التي وضعتها المحافظة في متناول جمهور الصالون هذا العام مساعدتهم على العثور على دار النشر التي يريدونها عن طريق استعمال الهاتف النقال وتوجيههم من خلال هذه الوسيلة، وهذا لتفادي أن يضيع هؤلاء في زحمة دور النشر المشاركة، وهو الأمر الذي ميّز الدورات السابقة، حيث كثيرا ما كان جمهور الصالون يقضي ساعات في البحث عن دار نشر بعينها. ومن خصوصيات "سيلا 2012" أيضا تنظيم ملتقى حول الذكرى الخمسين للاستقلال يدوم يومين تُقدّم خلاله العديد من المحاضرات والندوات بمعدل محاضرتين إلى ثلاث يوميا، كما سيكون للإبداع الإفريقي جناح خاص به وسيُحتفى به من خلال عدد من الندوات والموائد المستديرة التي ستناقش عددا من تيمات هذا الأدب الذي تتميّز به القارة السمراء، هذا إضافة إلى الكثير من التظاهرات التي تتناول قضايا ذات علاقة بالنشر وحقوق التأليف ينشطها أدباء ومثقفون جزائريون وعرب وأجانب. ومن الصعوبات التي واجهت المحافظ الجديد، وكشف عنها للشروق هو إصرار كلّ الناشرين على أن يتواجدوا في الجناح المركزي الذي مساحته لا تتجاوز 8 آلاف متر مربع، وهذا ما اعتبره السيد حميدو مسعودي من الاستحالة بمكان ما دفع المحافظة إلى تحديد مقاييس مضبوطة لتوزيع دور النشر على مختلف الأجنحة. ومن الأمور التي أكدها المحافظ أنّ المساحة المحدودة لم تكن تسمح، وإلاّ لتجاوز عدد دور النشر المشاركة ألف دار نشر بناء على طلبات المشاركة التي وصلت المحافظة.