تحصلت ''البلاد'' من مصادر خاصة على نسخة من مراسلة وجهها محافظ صالون الجزائر الدولي للكتاب إسماعيل أمزيان تحمل ختمه وتوقيعه وجهها بتاريخ ال 18 سبتمبر الجاري إلى مسؤول لجنة تنظيم المعارض العربية والدولية باتحاد الناشرين العرب السوري هيثم حافظ جاء فيها بالحرف الواحد ''عطفا على رسالتكم الأخيرة بخصوص صالون الكتاب بالجزائر، يسعدني الرد بأنه تناولنا موضوع مشاركة الإخوة المصريين طويلا خلال شهر جوان الماضي على هامش معرض كتاب الشباب. حيث كان همنا الأساسي التخفيف من حدة الموضوع وتداعياته في انتظار عودة الأمور إلى مجاريها الطبيعية، واتفقنا هاتفيا على أن نخصص جناحا لاتحاد الناشرين العرب مساحته 100 م مجاني للمشاركة العربية بما فيها الإخوة المصريين عملا لحضور الكتاب المصري''. وحسب نص الرسالة فإن أمزيان تحادث أيضا مع مسؤول اتحاد الناشرين العرب حول مسألة التوكيلات واتفق معه على إعطاء الناشر العربي حق توكيل الناشر المصري، مؤكدا له أن صالون الجزائر لم يمنع مبدأ التوكيل، مضيفا ''كما يسعدنا استضافة الأخ والعزيز محمد رشاد (رئيس اتحاد الناشرين المصريين ومجموعة من الزملاء الناشرين المصريين) ويختارهم بنفسه لنستضيفهم عندنا بهده المناسبة''. وفي السياق ذاته، خرج محافظ الصالون أول أمس عبر تصريح نقله التلفزيون الجزائري؛ معلنا أن دور النشر المصرية ستشارك بعدما تقرر بالتشاور مع المصريين تخصيص 100 متر مربع من أجنحة المعرض لدور النشر المصرية ومنها مكتبة الإسكندرية، مضيفا أن ''70 دار نشر مصرية استفادت من ألف متر مربع في المعارض الدولية للكتاب السابقة من مساحة المعرض الإجمالية التي تبلغ 8 آلاف متر مربع''. وأوضح محافظ الصالون أن هذا القرار اتخذ حتى يضع حدا للجدل القائم حول المشاركة المصرية في المعرض، وذلك في الوقت الذي نفى فيه رئيس اتحاد الناشرين المصريين محمد رشاد قبل يومين وجود أي اتفاق بينه وبين محافظة الصالون. المصريون استغلوا الاتحاد لتحطيم الصالون من ناحية أخرى، تثير التصريحات التي أطلقها رئيس مجلس اتحاد الناشرين العرب المصري محمد عبد اللطيف الدهشة والاستغراب، حيث قال إن الاتحاد اعتذر عن قبول الجناح المخصص له ولن يكون هناك جناح باسمه في الطبعة الخامسة عشر، بينما تشير المراسلة التي وجهها أمزيان إلى إصرار ''الناشرين العرب'' على وجود جناح له لعرض الكتب المصرية، وذلك في الوقت الذي عقد فيه اجتماعا على هامش معرض الأردن الأخير وقرر بالإجماع عدم المشاركة في معرض الجزائر ''تضامنا مع الناشرين المصريين''، ويمكن تفسير ''ازدواجية'' الموقف الذي اتخذه اتحاد الناشرين العرب بالنفوذ الذي يتمتع به الناشرون المصريون في هذه الهيئة؛ خصوصا الدور ''التجارية'' التي أخذت ''تشوش'' على الصالون بعدما تم تضييق الخناق عليها وسد الباب أمام محاولتها السيطرة على السوق الجزائرية. وظهر نفوذ هؤلاء على الاتحاد خلال انتخابات تجديد مجلس الإدارة التي جرت على هامش معرض القاهرة الأخير، حيث استغلت مقاطعة الناشرين الجزائريين للتظاهرة للاستحواذ على قيادة الاتحاد بعد عملية ممنهجة لإقصاء ناشري الدول المغاربية والدور الجزائرية على وجه التحديد، حيث تمثل ''السيناريو'' المصري في تنظيم الانتخابات على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب بعد التأكد من استحالة مشاركة الدور الجزائرية، وأفرزت نتائج الانتخابات التي غاب عنها الناشرون الجزائريون على سيطرة مصرية كاملة على قيادة الاتحاد وذلك ببقاء المصري محمد عبد اللطيف رئيسا للمرة الثانية. كما استولى المصريون على أهم لجنة من لجان الاتحاد وهي لجنة الإعلام والعلاقات العامة التي أسندت رئاستها إلى عاصم شلبي، فيما تولى أمانة الاتحاد اللبناني محمد علي عبد الحفيظ بيضون ومنحت نيابة الرئاسة إلى السعودي أحمد فهد الحمدان، ومن هذا كله، فإن الناشرين المصريين يحاولون المراوغة لإفشال صالون الجزائر بلعب من خلال ورقة ''اتحاد الناشرين العرب'' الذي بات في أيديهم.