عاد الجدل بشأن أمان وقود "سيرغاز" اثر وفاة سيدة وابنيها حرقا في حادث مروري بولاية البليدة، وبعدها بيوم تعرض أربعة أشخاص للتفحم بولاية غرداية في حادث مروري وقع بين سيارة سياحية وشاحنة مقطورة تسير بغاز "جي بي أل". الحادثان أثارا مخاوف أصحاب المُركبات المتحولين لهذا الوقود، في ظل سعي الجزائر تعميم استعمال "سيرغاز" للمركبات. يسارع المواطنون وفي كل مرة يسجل فيها احتراق سيارات بمحطات الوقود أو عبر الطرقات اثر حوادث مرورية، لتوجيه الاتهام لوقود "سيرغاز"، مرجحين أن قارورة الغاز المركبة في السيارة سهلة الانفجار في الحوادث المرورية. وهو ما حصل بالنسبة للحادث المروري المأساوي الذي عاشته ولاية البليدة منذ يومين، حيث توفيت سيدة وولديها يبلغان (سنة واحدة و3 سنوات) احتراقا اثر اصطدام سيارتهما بأخرى، فحاصرتهم النيران، فيما نجا الزوج بأعجوبة، وتم تداول أخبار أن السيارة المحترقة تسير بوقود الغاز، وبعدها بيوم تعرض أربعة أشخاص في حادث مروري خطير بمنطقة زلفانة بولاية غرداية، بعد ما اصطدمت سيارة سياحية بشاحنة مقطورة تسير بسيرغاز. وفي الموضوع، كشف مسؤول النقل بالوكالة الوطنية لتطوير استخدام الطاقة وترشيدها، مراد وازن في اتصال مع "الشروق"، أن وقود "سيرغاز" وحسب تأكيد جميع الخبراء، أأمن 15 مرة من الوقود العادي، ويستحيل، حسبه، أن يتسبب التركيب الجيد والمحترف لقارورة الغاز في انفجار أو احتراق السيارة. والخلل يكمن حسب تعبيره "ربما في ورشات التركيب، أو المهندس غير المحترف وغير المكون في الميدان"، ليؤكد أن وزارة الصناعة والمناجم أنشأت 4 مراكز تكوين عبر الوطن، لتخريج خبراء في مجال تركيب تجهيزات سيرغاز ومراقبتها. ويرى وازن أن بعض السائقين، لا يحترمون عملية صيانة ومراقبة تجهيزات سيرغاز بسياراتهم، كما قد يستعينون بمكانيكيين لا يمتلكون خبرة في المجال بدل خبراء المناجم المختصين في المراقبة. وبخصوص حوادث السيارات التي تسير بوقود الغاز، فأكد أن المصالح الأمنية تشرع في تحقيقات بعد تسجيل مثل هذه الحوادث، لمعرفة مصدر تركيب تجهيزات سيرغاز للوقوف على الجهة المتهاونة، حيث قال "مثلا في فرنسا السيارة التي تسير بالغاز، يلصق صاحبها وثيقة خضراء في سيارته تحمل الهوية الكاملة لورشة التركيب، وهو ما لا نجده في الجزائر". وبدوره، أكد مدير سيرغاز بمؤسسة نفطال، مصطفى نوري ل"الشروق"، بأنه لم يتم التحقق بعدُ من أن السيارات المحترقة تسير بسيرغاز. ومع ذلك نصح المتحدث، أصحاب المركبات بالتعامل مع ورشات تركيب معتمدة ومحترفة. وأوضح المتحدث "كما لا يمكن إلصاق جميع حوادث حرائق السيارات بالغاز، فمثلا وعندما احترقت سيارة تعمل بالغاز بمحطة وقود بالجنوب منذ سنتين، وبعد التحقيقات، تبين أن سبب الحريق شرارة كهربائية في لوحة القيادة، وبعد اندلاع الحريق الذي أتى على كامل السيارة، اكتشفنا أن قارورة الغاز كانت القطعة الوحيدة التي لم تحترق ولم تنفجر رغم النيران الهائلة"، وبالتالي فوقود سيرغاز حسب نوري، آمن جدا، ولكن على أصحاب السيارات المتحولة لسيرغاز عدم إهمال الصيانة الدورية بعد التحويل، تفاديا لأي طارئ مهما كان صغيرا.