قفز نصر حسين داي عقب فوزه سهرة الأحد أمام ممثل الكرة الكينية بهدف نظيف ويتيم، إلى المركز الأول في الفوج الرابع من كأس الكونفدرالية، وواضح بأن الخسارة التي مُنيت بها النصرية في كينيا خلال الأسبوع الماضي هي التي عقّدت من وضعية النصرية التي تأكد وجود الكثير من الخلل في لعب النصرية، وأهم مساوئ الفريق عدم اقتصاد الطاقة حيث ينهار الفريق دائما في الشوط الثاني بشكل مريع. كل فرق المجموعة الأربعة لم تتأهل بعد، وجميعها مرشحة للتأهل، وأيضا للإقصاء، بعد تمكن الزمالك من العودة للمنافسة عقب فوزه المستحق في أنغولا أمام بيترو لواندا، حيث يحتل النصرية المركز الأول بسبع نقاط، ويليه غورماهيا الكيني بست نقاط، ويتواجد الزمالك في المركز الثالث بخمس نقاط ويتذيّل الترتيب بيترو لواندا بأربع نقاط، وهو ما يجبر كل الأندية على أن تبذل كل طاقتها وتدخل الحسابات بعد ذلك، من أجل تحقيق التأهل للربع النهائي. لو تتمكن النصرية من الفوز في لواندا في العاشر من الشهر الحالي، فستضمن التأهل رسميا للدور الربع النهائي من دون انتظار مباراتها الأخيرة على أرضها أمام الزمالك المصري، حيث ستقفز للنقطة العاشرة ويقبع منافسها في المؤخرة بأربع نقاط، ومهما كانت نتيجة الزمالك مع ضيفها الكيني فإن النصرية ستتفوق على الأقل بأربع نقاط على أحد الفريقين، وتصبح مواجهتها للزمالك من أجل الظفر بالمركز الأول في مجموعتها فقط، والمخيف في مباراة لواندا هو أن النصرية ستلعب في حدود الثانية زوالا بالتوقيت الجزائري، والجو في لواندا في هذه الفترة حار جدا مع رطوبة كبيرة، ونادي الزمالك لعب الأحد مع هذا الفريق في درجة حرارة فاقت الأربعين، لكن العودة بالتعادل هو نتيجة جيدة أيضا لأنها، قد تبقي النصرية في المقدمة في حالة تعادل الزمالك أو حتى فوزه على أرضه أمام الفريق الكيني، مما يعني أن تحقيق النصرية لتعادلين في المباراتين القادمتين يمنحها بطاقة التأهل رسميا للدور الربع النهائي. خلال مباراة سهرة الأحد، أظهرت النصرية وجها مخيفا، حيث أطبقت سيطرتها على غورماهيا خلال الربع ساعة الأول من المباراة وكأنها تلعب لوحدها من دون منافس، وكان بإمكان النصرية أن تسجل أربعة أهداف، ولكن مع مرور الوقت فقدت السيطرة على المواجهة وفي الشوط الثاني صار النظر للساعة أكثر من متابعة المواجهة، وهي بذلك تؤكد تراجعها البدني الكبير في كل مرحلة ثانية باستثناء مباراة الزمالك، وقد رحم حكم المباراة النصرية عندما رفض هدفا بدا شرعيا للمنافس من كرة طائرة، وهي النقطة السوداء في الدفاع ولدى حارس النصرية، حيث تشكل كل كرة عالية خطرا كبيرا على دفاع النصرية، وكما تراجعت النصرية وفقدت كل طاقاتها البدنية في اللقاء الأول أمام بيترولواندا وكادت تضيّع النقاط الثلاث على أرضها، فقدت التعادل في المباراة الثالثة في كينيا وخسرت في الشوط الثاني، وبدت مثل الشبح في الشوط الثاني من لقاء سهرة أول أمس. ومن متاعب النصرية صعوبة تعامل الحارس مرباح مع الكرات العالية واضطراب دفاعه وتيهانه في كل ركنية أو مخالفة جانبية، إضافة إلى سلوك بعض لاعبيه ومنهم المدافع خياط الذي التقطته الكاميرا وهو يعتدي مجانا من دون كرة على مهاجم كيني بعيدا عن أنظار الحكم، والأجدر بإدارة النصرية معاقبة اللاعب قبل أن تعاقبه الكاف على سلوكه الغريب، بالرغم من أن خياط من أحسن لاعبي النصرية. مدرب النصرية مزيان إيغيل الذي يمتلك خبرة إفريقية كبيرة، مطالب بتجهيز كوموندوس، يسافر إلى لواندا برغم التعب من أجل لعب مباراة العمر، حتى يلتقطوا بعد هذه المباراة أنفاسهم ويلعبون مباراة الزمالك في راحة تامة، وسيلعب رفقاء مرباح المباراة من دون ضغوط، لأن الهزيمة لن تُخرجهم من المنافسة وتبقيهم في السباق، بشرط الفوز في اللقاء الأخير أمام الزمالك، وفي كل الأحوال فإن مصير النصرية بين قدميها في فوج ليس صعبا، لأنه يضم ناديين ينتميان لبلدين بعيدين عن التألق الإفريقي، ونادي زمالك لم يكن بالمستوى المعتاد، وستكون خيبة كبيرة لو عجزت النصرية عن بلوغ الدور الربع النهائي برغم بدايتها الجيدة من خلال حصد أربع نقاط من جولتين، وفي حالة استعادة النصرية للاعبها وقائدها أحمد قاسمي في المباراتين القادمتين بعد غيابها أول أمس بسبب إصابته على مستوى الوجه، حيث سيكون اللاعب في قمة مستواه البدني بسبب الراحة التي منحتها إياه الإصابة، ويبقى أنصار النصرية في انتظار لمسة مزيان إيغيل التكتيكية، لأنه لحد الآن لم يحقق النصرية انتصاراتهم إلا بالروح القتالية والندّية، في انتظار أن يقول المدرب كلمته. ب. ع