قام، صباح السبت، مرضى القصور الكلوي بالمقاطعة الإدارية تيميمون، بتنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر المؤسسة الاستشفائية بتيميمون بسبب ما وصفوه بالحالة الكارثية التي آلت إليها مصلحة تصفية الدم بالمستشفى. كما عبروا للشروق أن هذه المعاناة ليست وليدة اليوم، بل تعود لشهر ماي الماضي، إذ تشهد مصلحة تصفية الدم حالة من التسيب واللامبالاة، مطالبين بتدخل الوصاية لوضع حد لهذه المهزلة التي يعيشها القطاع بالجنوب. كما تلقت “الشروق” نسخة من البيان، يحمل مجموعة من المطالب مرفوعة إلى وزير القطاع ممضاة من طرف 6 جمعيات محلية، تتمحور حول توفير الأدوية الضرورية اللازمة وتحسين الوجبات الغذائية وإصلاح الأجهزة المعطلة التي تعتبر محل الإشكال كونها قديمة وتتعطل باستمرار ويعود بدء تشغيلها إلى عشرات السنين. للإشارة، مصلحة التجهيز بمديرية الصحة قامت مؤخرا باقتناء 6 آلات تصفية، استلم منها مستشفى تيميمون آلة واحدة فقط، وهذا غير كافٍ مع العدد المتزايد للمرضى في كل مرة، ما أثّر سلبا على نظام الأفواج وتوقيت إجرائها للتصفية، وأثار حفيظة المرض الذين احتجوا على هذا الخلل وعدم احترام التوقيت المعمول به كونهم يقطنون في أماكن بعيدة تزيد معاناتهم مع وسائل النقل. وفي هذا السياق أكد مدير المستشفى ل”الشروق” أن هذه الفئة من المرضى تحظى بعناية بالغة ومتابعة من طرفه شخصيا، وأن بعض هذه المطالب ليست حقيقية، فقد أكد أنه منذ قدومه واستلامه مهام تسيير المستشفى قضى بشكل كبير عل جزء من هذه المشاكل التي كانت عالقة فيما يخص النظافة، وتوفير الأدوية والأغطية والأفرشة وجميع المتطلبات الضرورية. كما اعترف هذا الأخير بوجود نقص كبير في آلات التصفية وبعضها معطل وقام بدوره بمراسلة جميع المصالح المعنية من أجل التكفل بهذا الانشغال، ومع هذا الإشكال القائم وبالتنسيق مع المصلحة أوصى بإعطاء الأولوية للمرضى القاطنين بالمناطق البعيدة مراعاة لظروف معاناتهم مع وسائل النقل، وهو إجراء استثنائي ريثما تتدعم المصلحة بآلات تصفية جديدة، وإصلاح الأجهزة المعطلة، علما أن التقني المكلف بإصلاحها يتنقل لهذه المهمة من الجزائر العاصمة، داعيا المرضى وذويهم إلى تفهم الوضع من أجل تجاوز المرحلة الراهنة، مطمئنا إياهم بأنها ستتحسن في القريب العاجل. وللخروج النهائي من هذه الأزمة يجب على السلطات المركزية في البلاد وعلى رأسهم وزير القطاع الجديد إعطاء عناية خاصة لولايات الجنوب الكبير، وعدم تطبيق نفس خريطة المدن الشمالية، وفق ما أكده النائب المرحوم بابا علي في أحد تدخلاته في البرلمان، كون هذه المناطق مترامية الأطراف وبعيدة عن المؤسسات الاستشفائية ما يزيد من معاناة المرضى في التنقل لتلقي العلاج، وهذا بتخصيص وإنشاء مركز للتصفية بهذه المناطق، يستجيب لرعاية صحية حقيقية، وتجهيزها بمختلف المعدات الضرورية.