عرفت المقابلة الكروية، التي جمعت أمس الأول بين مولودية العاصمة وأولمبي الشلف، أحداث شغب مؤسفة بملعب مدينة خميس مليانة، حيث أصيب ما لا يقل عن 60 شخصا، معظمهم من الشباب الوافدين على الملعب من أنصار الفريقين، إلى جانب خسائر مادية بمدينة عين الدفلى التي احتضنت مقابلة مماثلة بين شبيبة القبائل ومولودية وهران. وكانت أجواء الإحتقان قد بدأت منذ مطلع نهار الخميس الماضي، حيث بدأت جموع المناصرين تتوافد على الملعب الواقع بحي سوفاي بأقصى الجهة الغربية لمدينة الخميس، وشهد الطريق الوطني رقم 04 حركة غير عادية نتيجة قدوم الآلاف من الشباب، محملين بكافة أنواع الحماس وشدّ الأعصاب، باعتبار الحدث الكروي هام للطرفين، إذ سيجمع بين ناديين لهما باع في رسم الصورة الحقيقية للكرة الجزائرية وتجربة من شأنها تمكين متتبعيهما من الطمع في اقتطاع تأشيرة المرور لدور نصف النهائي. وأضحت الأجواء مكهربة للغاية، تنم عن قروب انفجار الأوضاع في ظل تعزيزات أمنية مركزة من قبل الدرك الوطني وأعوان الأمن الذين حضروا جيدا حتى قبل اللقاء وأخذوا مواقع لهم للحيلولة دون حدوث خسائر إعتادت ملاعبنا عليها نتيجة ممارسات أقل ما يقال عنها أنها بعيدة عن الرياضة واستنفرت القوات المذكورة حول محيط المركب الرياضي بحي سوفاي وبداخله لتطويق ما من شأنه التأدية إلى انفلات زمام الأمور. في غضون ذلك، أكد العديد من مواطني المدينة، أنهم احتاطوا للحدث وراحوا يغلقون أبواب محلاتهم التجارية ومنافذ منازلهم وبخاصة القريبون من محيط الملعب وأكدت في هذا السياق، سيدة تقطن بحي الحرية، القريب من مدخل المدينة الشرقي، أنها وجيرانها تفطنوا لما يمكن أن يحدث، وأكد آخر أن المدينة بدت عادية نهار الخميس الأخير ولم تسجل أية طوارئ باستثناء التعزيزات الأمنية وتحركات رجال الأمن نظرا لوجود الملعب مكان الحدث، بعيدا شيئا ما عن مركز المدينة التي اهتم أصحاب السيارات بها إلى أخذ مواقع آمنة لمركباتهم علها تنجو من أعمال التخريب، التي عادة ما تكون السيارات مقصدا لأصحابها من الشباب الغاضبين عقب نهاية كل مباراة كروية بهذا الحجم. الدقيقة 25 تفجر الوضع كانت المقابلة الرياضية تسير في ظروف هادئة للغاية بالمدرجات، وكانت الأهازيج تملأ جنبات الملعب المتسع لأكثر من 15 ألف متفرج، إلا أنه لم يعرف إقبال سوى حوالي 08 آلاف مناصر فقط. في الدقيقة 25 من عمر المقابلة وفي شوطها الأول، نشبت ملاسنات بين شخصين، أخرج أحدهما سلاحا أبيض، بينما أخرج الثاني مطرقة ما أدى إلى اشتباكات وهروب مئات المتفرجين إلى أسفل المدرجات وحال دون دخولهم أرضية الملعب، الحاجز الحديدي الذي تحطم نتيجة الإندفاع والضغط القوي لجموع المتفرجين، حيث سقط ما لا يقل عن 100 منهم فوق بعضهم البعض وأصيبوا إصابات متفاوتة. وذكرت مصادر إعلامية كانت بعين المكان، أنه ما لا يقل عن 38 شخصا نقلوا إلى المستشفى بتعاون أعوان الحماية المدنية والشرطة وبعض المناصرين. كما شهد الملعب المذكور تكسير كراسي المدرجات والرمي بها إلى أرضية الميدان. وقدرت مصادرنا حجم الخسائر بأكثر من 150 مقعدا بمنطقة أنصار المولودية العاصمية وأولمبي الشلف عقب إعلان الحكم عن خطأين عاديين، إلا أن الحرارة الكبيرة وضغط التنافس حول الفرجة إلى خسائر مادية وبشرية. إدارة الملعب تتأسف تأسف مدير المركب الرياضي الجديد بمدينة خميس مليانة، لتصرفات الأنصار من الجانبين، واعتبر تلك الممارسات غير مشرفة للغاية للكرة الجزائرية. كما أبدى عديد المواطنين من المدينة ذاتها، أسفهم لما حدث ولايزال يحدث بسبب أعمال شغب لا تمت للرياضة بصلة.