أثارت حادثة العثور على جثة جنين حديث الولادة مرمي بأحد الأجنحة بإقامة البنات الجامعيات بالأغواط نهاية الأسبوع الماضي، استنكارا كبيرا في كل الأوساط وسخطا لا حدود له بين المنظمات الطلابية التي أقامت الدنيا وأقعدتها ولم يهدأ لها بال إلا بلقاء والي الولاية لبحث القضايا المطروحة التي على ترأسها مسألة دخول غريبات إلى الحي الجامعي بتواطئ من إدارة ومسؤولي الإقامة. هذه الحادثة غير المسبوقة أدمت قلوب طالبات إقامة البنات ودعتهن إلى الانتفاضة على واقعهن دفعا للشبهة عنهن وإلصاقها بالمقيمات غير الشرعيات، وفي بيان تنسيقية الطالبات ممثلة في مكتبها الولائي بالأغواط، والذي استلمت "الشروق" نسخة منه، استنكرت فيه الطالبات اللائي قابلن والي الولاية -حسبما علمنا- الواقعة غير المسبوقة، مندّدات بهذا الفعل الممنوع قانونا والمنافي للأخلاق، كما جاء في البيان، محمّلات المسؤولية للإدارة التي اتهمنها بضلوعها في كل ما هو مشين وبالتقاعس والتخاذل الذي أدى بالإقامة لأن تكون ملاذا للدخيلات عن الوسط الطلابي، وهو ما جعل الطالبات المنددات بما أسموه بالتسيّب يجزمن قطعا أن الجريمة لا تمت بصلة للوسط الجامعي موجهات أصابع الاتهام إلى الطقم العمالي التابع للإقامة سيّما منهم أعوان الأمن حسبما جاء في نص البيان الذي يحمل أيضا ختم الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين. إن التحرش أصبح ظاهرة يومية داخل حرم الإقامة الجامعية للطالبات، إذ أن من يعملون بالإدارة لا يجدون حرجا في جلب الغرباء عن الوسط الجامعي وإدخالهم إلى الإقامة، بل الأكثر من ذلك أصبح النادي مكانا معتادا لهم حتى أنه صار يوحي من الوهلة الأولى أنه إقامة للذكور، وهذا بمرأى من المدير والطاقم المساعد له. هذه الفقرة اقتطعناها كاملة من البيان دون التعليق عليها أو حتى تصويبها لغويا، في محاولة منا لتقريب القارئ أكثر من الواقع المعاش بكل أمانة إعلامية. وغير ذلك اعتبرت الطالبات ما هو حاصل تواطئا صارخا من قبل الإدارة مع هؤلاء وأولئك من الذين يتلاعبون بمصائرهم في مؤسسة كن يخلنها ملاذا آمنا وبيتا ثانيا لهن، أو كما عبرت عن ذلك محررة نص البيان الذي وجه فيه اتهام مباشر لمسؤولة الإيواء التي لم نستطع الاتصال بها لمعرفة رأيها في القضية. في حين اعتبرت تنسيقية الطالبات أن جريمة الإجهاض التي حدثت قبل أيام بحرم الإقامة الجامعية دليل على الانفلات الأمني وضعف الرقابة والحرية المطلقة التي أصبحت مفسدة مطلقة لأعوان الأمن، كما جاء في البيان أيضا. وحيال هذا شجبت ذات التنسيقية ما حدث محملة كامل المسؤولية لإدارة الإقامة التي أكد لنا بقراشة بن قشوة، المدير الولائي الوصي عنها، أن القضية الآن بين أيدي مصالح الأمن التي فتحت تحقيقا بشأنها. الشريف داودي