تابع الكثير من الجزائريين مساء أول أمس مباراة مونبوليي أمام باريس سان جيرمان، ضمن الدوري الفرنسي، وهم الذين لم تكن تعنيهم مباريات نادي مونبوليي منذ أن غادره بعض الجزائريين الذين لعبوا في صفوفه ومنهم رامي بن سبعيني ورياض بودبوز، متابعة المباراة كان بسبب مشاركة المهاجم الفرنسي آندي دولور، صاحب الرقم 11 وهداف الفريق، الذي غرّد بحر الأسبوع الحالي على صفحته، معبرا فيها على أنه يحب الجزائر وسيلبي دعوة مدرب المنتخب الجزائري إن وصلته. راحت مصادر تتحدث عن بدء اللاعب بمحض إرادته في استخراج جواز السفر الجزائري في انتظار دعوة من جمال بلماضي، ليشارك في كأس أمم إفريقيا، خاصة أن سنه الذي تجاوز 27 سنة لا يمنحه الصبر وانتظار فرصة مستحيلة من المنتخب الفرنسي أو حتى الجزائري. في مباراة مساء الثلاثاء، واجه ديلور كبار النادي الباريسي مثل دي ماريا ونايمار وداني آلفاش، وأدى مباراة بطولية، وأبان عن روح قتالية طوال الفترات التي لعبها، وضيع عددا من الفرص، وعندما كان النادي الباريسي متفوقا في الشوط الثاني بهدفين مقابل واحد، انطلق ديلار من وسط الميدان ووضع الكرة في شباك الحارس العملاق الإيطالي بوفون الذي عجز عن إيقاف الكرة، وفي نهاية المباراة سجل مونبوليي هدفا ثالثا وحقق الانتصار في موسم هو الأحسن لمونبوليي منذ السنة التي أحرز فيها الفريق لقب دوري فرنسا. يبلغ آندي دولور حاليا من العمر 27 سنة وستة أشهر، وهو من مواليد مدينة سيت في فرنسا، ويلعب في كل مناصب الهجوم وخاصة كقلب هجوم ثاني، كما أنه يميني ونادرا ما يقذف بالرجل اليسرى، وبدأ حياته الاحترافية مبكرا وهو في سن ال 18 مع نادي نيم المنتمي للدرجة الثانية، بعد أن كان على وشك اللعب لبوريسيا دورتموند الألماني وأيضا بوردو الفرنسي، ثم انتقل إلى آجاكسيو وساهم في صعوده إلى الدرجة الأولى بتسجيله أربعة أهداف، بالرغم من صغر سنه، وبقي ما بين فرق الدرجة الثانية والثالثة، إلى أن طار في الميركاتو في جانفي 2014 إلى إنجلترا وانضم لفريق ويغان الذي كان يلعب في الدرجة الثانية، ولكنه لم يلعب سوى 432 دقيقة ليعود إلى فرنسا، وفي جانفي 2016 فاجأ الجميع وتنقل إلى المكسيك للعب في بطولتها، ولكنه لم يلعب كثيرا بسبب الإصابة، فانتقل إلى تولوز الفرنسي وتألق معه وسجل 10 أهداف في موسمين، قدّم بها نفسه لعالم الكرة، فجاءته فرصة من ذهب من مونبوليي، وهو حاليا الأحسن في هذا الفريق، إذ سجل لحد الآن 14 هدفا، كان آخرها مساء الثلاثاء، حيث لعب وسجل ودافع عن مرمى فريقه، ونجح في قيادة مونبوليي إلى الفوز أمام البطل بالطريقة والنتيجة. يحتل مونبيلي حاليا المرتبة الخامسة رفقة أولمبيك مارسيليا، وهي رتبة تؤهله لمنافسة أوربا ليغ ولم يبق للفريق سوى أربع مباريات، وفي حالة تحقيق الهدف ببلوغ منافسة قارية فسيكون الفريق قد حقق هدفه، وآخر مباراة له في الدوري ستكون في مواجهة مارسيليا في صراع كبير على المقعد الأوروبي. ويأتي طموح ديلار في تقمص ألوان الخضر لأن والدته جزائرية، وهو لاعب يعيش على الطريقة الأوروبية، إذ يضع قرطين صغيرين في أذنيه الإثنين كما تحمل ذراعيه أوشاما كثيرة، واضحة للعيان. وأمام صمت بلماضي، اتجاه ديلار، لا أحد يدري إن كان مدرب الخضر جمال بلماضي سيوجه له دعوة، ولا أحد يدري في أي منصب يلعب لو انضم للخضر، ومع ذلك فإن تمني لاعب فرنسي اللعب مع الخضر فيه الكثير من الإحترام للفريق الوطني الجزائري. هل يحتاج جمال بلماضي لاعبا مثل آندي ديلور، هذا هو السؤال المطروح على مدرب في حيرة من نفسه بشأن عدد من المهاجمين من بينهم إسحاق بلفوضيل الذي يتألق في الدوري الألماني، وغالب الظن أن جمال بلماضي لن يوجه الدعوة لهذا الهداف آندي ديلور، على الأقل للمشاركة في كأس أمم إفريقيا في مصر، بسبب كثرة المهاجمين وأيضا لأن الوقت قد فات، ولا يمكن للمدرب تجريب لاعب على بعد أسابيع فقط من بداية منافسة كأس أمم إفرقيا، التي تتطلب لاعبين من ذوي الخبرة في منافسة الأفارقة، واللعب أيضا في إفريقيا، واللاعب لا يمتلك أية خبر في مثل هذه المنافسات. ب.ع