في سابقة غريبة، أقدمت شركة صينية تعمل بالمنطقة الصناعية البترولية بسكيكدة تدعى "C.P.E.C.C" على إدخال كميات هامة من المواد الغذائية والمشروبات والخضر والفواكه بطريقة غير شرعية، عبر ميناء سكيكدة جلبتها من الصين وتتمثل هذه المواد في 1520 كيس من مسحوق الصوجا، يزن الكيس الواحد 200غ و200 زجاجة لمشروب "الصوجا" و100 قارورة خل وكميات أخرى من التوابل الصينية وأطنان من الخضر والفواكه. وقد لجأت الشركة الصينية المذكورة إلى إخفاء هذه المواد داخل أنابيب حديدية تمّ استيرادها من الصين، بغرض تركيبها بمشروع إنجاز مصفاة للنفط. وقد تمّ إغلاق فتحات هذه الأنابيب بغرض إخفاء السلع المهرّبة ونجحوا بفضل هذه الطريقة في إدخال ما أرادوا، وعند نقل هذه الأنابيب إلى المنطقة الصناعية بسكيكدة، حيث تعمل الشركة الصينية، قام تقنيوها بفتح سدّادات الأنابيب وأخرجوا منها السلع المهربة، وقد أثارت هذه العملية إنتباه بعض العمال الجزائريين، حيث لم يترددوا في إبلاغ السلطات الأمنية، بما شاهدوه. وفور وصولهم إلى عين المكان، باشر عناصر الشرطة القضائية مرفوقين بشرطة مصلحة الأجانب، عمليات البحث، حيث عثروا على الكميات المذكورة وقد تمّ في ذات الوقت الشروع في التحقيق مع مسؤولي شركة "C.P.E.C.C" لمعرفة ما إذا كانت المواد المهرّبة هي فقط تلك التي تمّ العثور عليها، أم هناك مواد أخرى ودراسة إحتمال إمكانية قيام هذه الشركة بتهريب نفس السلع أو مواد أخرى في أوقات سابقة وعبر "بوابة الفضائح" بميناء سكيكدة. وتعد الشركة الصينية "C.P.E.C.C" من بين أهم الشركات التي تحصلت على عقود لإنجاز مشاريع هامة بالمنطقة البترولية بسكيكدة، حيث منح لها مشروع إنجاز مصفاة للمواد المشتقة من النفط على غرار "النافطا"، المازوت الخفيف، المازوت الثقيل، غاز البوتان، تنتج سنويا قرابة 05 ملايين طن وقد باشرت الشركة الصينية أشغالها في 30 مارس 2005 بعد إمضائها إتفاقية الإنجاز مع الشريكين: سوناطراك والمجموعة الصينية C.N.P.C وقد قدرت قيمة المشروع ب390 مليون دولار، أي ما يعادل 28 مليار دينار جزائري ويعد هذا المشروع الثاني من نوعه الذي تحصلت عليه المجموعة الصينية "C.P.E.C.C" بعد ذلك الذي ظفرت به في أدرار، حيث باشرت عملية إنجاز مصفاة أخرى بحقل "التوات". وحسب المعلومات التي تحصلت عليها الشروق اليومي، فإن عدد الأنابيب التي تمّ استيرادها من الصين من طرف هذه الشركة، يقدر ب1000 أنبوب وجد في 19 أنبوب المواد التي ذكرناها، إضافة إلى كميات من السجائر، ويعتقد أن يكون حجم المواد المهرّبة كبيرا، خاصة في ظل تكاثر وانتشار المحلات الصينية بولايات الشرق خاصة. للإشارة، فإن هذه الفضيحة التي قد تعكر العلاقات الإقتصادية الجزائرية الصينية وتجعل رهانات وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل بالإعتماد على هذا المجمّع في محل شك، حيث وكان قد عرف ميناء سكيكدة عمليات تهريب واسعة وإدخال كميات من الأسلحة والذخيرة الحربية، كانت آخرها منذ 03 أسابيع، إضافة إلى تمكن العديد من الشباب الباحث عن الهجرة إلى أوروبا من التسلل إلى البواخر بتواطؤ من طرف عون أمن برتب ضابط، تمّ توقيفه متلبسا، حيث قدم للعدالة وحكم عليه بثماني سنوات سجنا نافذا، كما تتناقل أنباء عن تمكن العديد من المستوردين من إدخال سلع بتصريحات مزورة من بينها ممنوعات وبضائع مغشوشة توبع منهم 10 مستوردين فقط في حين اختفت العديد من الملفات من أدراج مديرية الجمارك. أ. أسامة