فرضت السلطات الأمنية والعسكرية التونسية، الجمعة، إجراءات أمنية مشددة على السفارات الغربية، وعلى أكبر كنيس يهودي وسط تونس العاصمة، تحسبا لاندلاع أعمال شغب وعنف احتجاجا على الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد التي نشرتها الأربعاء الماضي مجلة "تشارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة. وشملت هذه الإجراءات الأمنية سفارات فرنساوألمانيا وأمريكا وبريطانيا بالإضافة إلى أكبر كنيس يهودي في تونس العاصمة،حيث تمركزت وحدات من الأمن والجيش والحرس(الدرك) في محيط السفارة الفرنسية الواقعة في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة. وبدت الوحدات الأمنية والعسكرية المنتشرة في شارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة كأنها في حالة استنفار قصوى،فيما كانت طائرة عمودية تُحلق في سماء المنطقة. كما تمركزت وحدات مماثلة أمام سفارتي ألمانيا وبريطانيا، والمركز الثقافي البريطاني بشارع محمد الخامس، فيما سُجل عودة الأسلاك الشائكة العسكرية بشكل لافت في محيط العديد من المصالح الغربية. ونصبت السلطات الأمنية التونسية عدة حواجز على الطريق المحاذي للسفارة الأميركية، فيما توزع العشرات من رجال الأمن في محيط المنطقة وهم في حالة استعداد. ولم يتردد علي لعريض وزير الداخلية في الحكومة التونسية المؤقتة في القول إن قوات الأمن ستستخدم الرصاص الحي لمنع المظاهرات والمسيرات التي قد تُنظم الجمعة، مبررا ذلك بعدم تكرار ما حدث أمام السفارة الأمريكية يوم الجمعة الماضي. وكانت مواجهات عنيفة جرت يوم الجمعة الماضي في محيط السفارة الأمريكية، أسفرت عن مقتل 4 أشخاص، وجرح العشرات، في أعقاب تمكن العشرات من المحتجين على الفيلم المسيء للرسول محمد اقتحام السفارة، وحرق المدرسة الدولية الأمريكية.