اعترف وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد، بوقوع تسريبات لبعض الأسئلة على مواقع التواصل الاجتماعي قبل انطلاق التوقيت الرسمي للاختبارات، غير أنه برر الموقف بوقوع أحد رؤساء مراكز الإجراء في خطأ غير مقصود لما أقدم على فتح الأظرفة ب10 دقائق قبل انطلاق الامتحان. وأكد بلعابد بأنه قد تم تحديد هوية المتورط في تسريب المواضيع على “الفايسبوك”، ويتعلق الأمر حسبه بأستاذة تعليم متوسط، تمتلك صفحة تحريضية على مواقع التواصل الاجتماعي. ووضع المسؤول الأول عن القطاع، النقاط على الحروف، أول أمس الخميس، خلال ترأسه للندوة الوطنية لمديري التربية للولايات، بحضور رؤساء مراكز إجراء امتحان شهادة البكالوريا، بمقر الوزارة بالمرادية الجزائر، حيث كشف بأنه تم تحديد المتورط في نشر وتسريب المواضيع على “الفايسبوك” خلال فترة إجراء امتحان شهادة التعليم المتوسط دورة جوان 2019، ويتعلق الأمر بأستاذة تعليم متوسط والتي أثبتت التحقيقات بأنها تمتلك صفحة تحريضية على مواقع التواصل الاجتماعي والتي ستتم متابعتها قضائيا. في السياق، اعترف بلعابد بوقوع تسريبات للمواضيع على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل انطلاق الاختبارات خلال امتحان شهادة التعليم المتوسط، مبررا الموقف بوقوع أحد رؤساء مراكز الإجراء في الجهة الشرقية – دون أن يحدد المنطقة بدقة – في خطأ غير مقصود، بإقدامه على فتح الأظرفة الخاصة بأحد الاختبارات 10 دقائق بالضبط قبل الانطلاق الرسمي للامتحان، الأمر الذي أدى إلى تداول المواضيع على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي وسهل من مهمة المسربين الذين أبدعوا في نشر الأسئلة بكل أريحية إلى درجة أنهم أرفقوها بالأجوبة النموذجية الخاصة بها. نقل إجباري وتوقيف عن العمل ضد المتغيبين وشدد الوزير بأنه يمنع منعا باتا على رؤساء مراكز جراء امتحان البكالوريا، فتح الأظرفة قبل التوقيت الرسمي للاختبارات المسجل على ظهر الأظرفة. فيما وجه تعليمات لمديري التربية يحثهم من خلالها على ضرورة تسخير أساتذة المدارس الابتدائية بصفة رسمية، للاستنجاد بهم في حالة تسجيل عجز في الحراسة من خلال تسجيل حضورهم بمقرات عملهم الأصلية، مع تكثيف التأطير بالمراكز، خاصة على مستوى الأمانات للتصدي للتسريبات، مذكرا بوضع المواضيع في خزانة محصنة ومؤمنة قبل نقلها إلى مراكز التجميع. وجدد وزير التربية، تأكيده بأن جميع المؤطرين مهما كانت رتبهم ممنوعون منعا باتا من التغيب طيلة فترة إجراء البكالوريا التي تمتد على مدار خمسة أيام، إلا في حالة تبرير الغياب بتقديم شهادة طبية تثبت تواجد المعني بالأمر بالمستشفى، وإلا سيتم تسليط عقوبات صارمة على المتغيبين عقب امتثالهم أمام مجالس التأديب وتتمثل في التنزيل من الرتبة من درجة إلى درجتين والتوقيف عن العمل لمدة تتراوح بين أربعة وثمانية أيام، وقد تصل العقوبة إلى النقل الإجباري والخصم من الراتب مع خصم 20 نقطة من منحة المردودية. بلعابد “يغازل” رؤساء مراكز الإجراء عشية البكالوريا وغازل الوزير رؤساء مراكز إجراء امتحان البكالوريا، الذي يبدو أنه سلك سياسة أخرى في التعامل مع المؤطرين من خلال ابتعاده عن التهديد والوعيد، وهي السياسة التي طالما اعتمدتها الوزيرة السابقة، حيث وقف على مهامهم وثمن المجهودات المبذولة من طرفهم لإنجاح الاختبارات، فيما دعاهم إلى ضرورة توخي الحيطة والحذر وعدم وضع الثقة كاملة في أعضاء الأمانة رغم أنهم من عينوهم، معلنا عن الشروع في تخصيص هواتف نقالة لفائدتهم لكي يتمكنوا من الاتصال مباشرة مع مديري التربية للتبليغ عن المشاكل. كما دعا بلعابد إلى أهمية الاستنجاد بعناصر الشرطة، في حال حدوث انزلاقات أو تجاوزات بمراكز الإجراء، وعدم التسامح مع المترشحين الذين يثبت تورطهم في ممارسة الغش، متراجعا عن تصريحاته السابقة التي رخص من خلالها للمترشحين المتأخرين بالدخول لمراكز الإجراء بعد الساعة الثامنة والنصف، حيث أفاد “تغلق الأبواب على الحراس وعلى الممتحنين بعد الساعة الثامنة والنصف”.