تظاهر آلاف الإسبان،مساء أمس السبت، في مدريد أمام حواجز للشرطة نصبت لحماية نواب البرلمان، مرددين هتاف واحدا "استقالة"، وطالبوا برحيل حكومة اليمين، منددين بسياسة التقشف. وكانت الحكومة الإسبانية أحالت السبت إلى البرلمان، مشروع موازنة تقشفية للعام 2013، ترمي إلى "تجاوز الأزمة"، لكن سوء وضع المصارف يلقي بثقله على الحسابات العامة، الأمر الذي يدفع الدين العام إلى الارتفاع ويزيد العجز،وحمل المتظاهرون الذين تجمعوا تلبية لدعوة من تيار "الغاضبون"، يافطات كتب عليها "لا" و"استقالة الحكومة" و"ديمقراطية"،كما رفعوا عبارة "يسرقون ويضربون، إنهم لا يمثلوننا"، للتنديد في الوقت ذاته بالاقتطاعات في الميزانية التي ترهق المواطنين، ورد فعل الأمن حيال تظاهرة سابقة الثلاثاء،وكانت تلك التظاهرة التي تم الدعوة إليها عبر موقع فيسبوك تحت شعار "حاصر الكونغرس"، و"أنقذ الديمقراطية"، شهدت أعمال عنف، حين رمت مجموعات من الشبان وابلا من الحجارة على حواجز الشرطة التي ردت مستخدمة الهراوات والرصاص المطاطي. ومع حلول الظلام لا يزال المتظاهرون متجمعين في ساحة نبتونو قبالة حواجز لشرطة مكافحة الشغب التي انتشر عناصرها بكثافة حول مبنى البرلمان،ويكثف مشروع الموازنة الذي تبناه مجلس الوزراء الخميس، من الاقتطاعات المالية لجمع 39 مليار يورو، في حين تضغط السوق لكي يتقدم البلد، رابع اقتصاد في منطقة اليورو، بطلب إنقاذ مالي،وأوضح وزير الموازنة كريستوبال مونتورو في مؤتمر صحافي أن "الموازنة يجب أن تشكل رافعة لتجاوز الأزمة وإعادة الثقة في إسبانيا"، لأن "مهمة الحكومة هي تبديد المخاوف حيال إسبانيا"،وأضاف أن مشروع الموازنة "يجب أن يفتح طريق النمو ويؤمن فرص عمل في بلدنا" الغارق في انكماش والذي يعاني من معدل البطالة الأكثر ارتفاعا في العالم الصناعي "24.63 بالمائة". و