تسير أغلب الأندية المحترفة، بقسميها الأول والثاني، بخطى متثاقلة في سوق التحويلات الصيفية ولم تقم بأي صفقة لحد الساعة، بسبب الأزمة المالية الخانقة والمشاكل الإدارية المتراكمة نتيجة رفض الأنصار للمكاتب المسيّرة الحالية، وخرجت ثلاثة أندية عن القاعدة بإبرامها لصفقات نوعية وكمية في الميركاتو الحالي، ويتعلق الأمر بكل من مولودية الجزائر وشبيبة الساورة وشبيبة القبائل، ويتفرد الناديان الأولان بكونهما ممولان من طرف شركة “سوناطراك” أكبر مؤسسة اقتصادية في الجزائر. وفازت مولودية الجزائر بصفقات ثلاثة لاعبين رسميا، على غرار لاعبي نصر حسين داي علاتي وبراهيمي وصانع ألعاب وفاق سطيف، عبد المومن جابو، في انتظار الصفقة الرابعة التي تخص لاعب دفاع تاجنانت بن ساحة، أما شبيبة الساورة، فضمت أربعة لاعبين ويتعلق الأمر بكل من مداحي من دفاع تاجنانت وسماحي من مولودية بجاية والحارس سعيدي من أولمبي المدية وتومي من مولودية وهران. ويأتي تميّز كل من فريقي مولودية الجزائر وشبيبة الساورة في سوق التحويلات الحالية، إلى القدرة المالية الكبيرة التي يتوفران عليها بفضل تمويل مؤسسة “سوناطراك” للفريقين، ما خلّف نوعا من عدم التوازن مع باقي الأندية المحترفة الأخرى، بالنظر للقدرة المالية الكبيرة للمؤسسة البترولية وعدم تأثرها بتبعات “التقشف المالي” في كرة القدم الجزائرية، وكان أغلب مسيّري الأندية المحترفة انتقدوا “تفرّد” مؤسسة “سوناطراك” بتمويل أندية دون أخرى، وهو ما اعتبروه أمرا غير عادل بحكم غياب مصطلح الأزمة المالية عن الأندية المعنية بتمويل المؤسسة البترولية، في صورة مولودية الجزائر وشبيبة الساورة وشباب قسنطينة، على سبيل المثال، وهي المعطيات التي دفعت أيضا أنصار مختلف الأندية إلى الخروج إلى الشارع والمطالبة بإسناد تسيير أنديتهم للشركات الوطنية أسوة بالأندية المذكورة والهروب من الأزمة المالية، ولم يخرج إلا فريق شبيبة القبائل عن القاعدة لاعتماد إدارته على سياسة تسييرية بعيدة عن الرواتب الخيالية والمبالغ فيها، ما أعطاها مكانة خاصة في سوق التحويلات. وتشير المعطيات الحالية إلى أن اغلب الأندية الأخرى ستعيش مستقبلا غامضا بسبب الأزمة المالية والإدارية، على غرار البطل اتحاد العاصمة ووفاق سطيف ومولودية وهران ونصر حسين داي واتحاد بلعباس وغيرها من الفرق الأخرى، التي ينتظر أنصارها تغييرات على مستوى الهرم الإداري ووصول شركات وطنية أو مستثمرين أقوياء ليخرجوها من الأزمة الإدارية والمالية التي يتخبطون فيها، والتي قد تعطل تحركاتهم في سوق التحويلات ومستقبلهم الموسم المقبل، ما دام أن أندية مؤسسة “سوناطراك” تسيطر على سوق اللاعبين وستفوز بالصفقات الأفضل قبل دخول كل الأندية الأخرى في سباق التدعيمات.