أكد شريف الوزاني سي الطاهر بطل كأس أمم إفريقيا 1990 في حوار للشروق بأن الخضر أبانوا عن مستوى مميز للغاية في الدور الأول ينبيء بالوصول إلى أدوار متقدمة جدا في كان مصر، وقدم سي الطاهر تحليلا عن مستوى المنتخب بشكل عام، وكذا الصعوبات التي تنتظر زملاء رياض محرز أمام المنتخب الغيني اليوم. في البداية كيف تقيم مستوى المنتخب الوطني في دور المجموعات؟ في الحقيقة لا يوجد الكثير لقوله على أداء النخبة الوطنية، فقد أظهروا فعلا أنهم ذهبوا للقاهرة من أجل مشاركة تاريخية ومميزة، واظن أن الفوز على منتخب قوي ومرشح للقب كان خير رد على المشككين، فليس من السهل فرض السيطرة على منافس يعج بالنجوم، ولديه خبرة كبيرة، لكن الإرادة والالتزام هما من صنعا الفارق. الشيء الإيجابي في الفريق الوطني هو امتلاكه دكة بدلاء بنفس قوة الأساسيين، أليس كذلك؟ هذا صحيح، أكثر ما ابهرني وفاجأني هو الوجه المميز للغاية الذي ظهر به الخضر في لقاء تنزانيا رغم تغيير المدرب بلماضي لتسعة لاعبين، إلا أننا لم نشاهد أي فرق أو تذبذب، هناك من يقول بأن المنافس ضعيف أو شيء من هذا القبيل، لكن نحن نتحدث هنا عن شجاعة مدرب قدم لنا نسخة أخرى بنفس الجودة والقيمة، وهذا ليس سهلا على الاطلاق، لذا أنا جد متفائل بهذه المجموعة. إلى من يعود الفضل بالدرجة الأولى في هذا التألق؟ من دون شك، يعود إلى المدرب جمال بلماضي وطاقمه الفني، هذا الإنسان مميز للغاية، وبصمته واضحة ولا نقاش فيه، استطاع في ظرف وجيز أن يكون فريقا وطنيا قويا، وأضحى اللاعبون يشعرون وكأنهم شقيقهم الأكبر، وهذا مهم للغاية على الصعيد المعنوي، فهو يعرف كيف يستخرج منهم الأفضل، كما أن بلماضي ظل مصرا على اختياراته رغم الانتقادات الموجهة اليه، خاصة عند ضمه عدلان قديورة واسلام سليماني، لكن مع مرور الوقت تبين أنه محق، وضمهما لم يكن اعتباطيا أو مجاملة لأنهما ظهرا بوجه مشرف. بما أن الفريق الوطني تأهل ب9 نقاط كاملة، ألا ترى بأن ذلك لفت إليه الأنظار، وسيزيد من الضغط عليه؟ الخضر منذ البداية أعلنوا عن قدومهم للقاهرة بنية التتويج باللقب، وهناك من سخر وشكك في هذا الامر، لكن بلماضي وأشباله آمنوا بقدراتهم، وهم الآن مرشحون بقوة للوصول إلى النهائي، وعلى العكس فإن الظهور بقوة منذ البداية سيفرض على كل المنافسين احترامنا، وهذا شيء ايجابي للغاية من وجهة نظري، لأنهم سيواجهوننا بالكثير من الحذر والرهبة، وعلينا استغلال الوضع بأفضل طريقة ممكنة. سنواجه في ثمن النهائي المنتخب الغيني الذي يعتبر عقدة بالنسبة إلينا كيف تتوقع هذه المواجهة؟ المباراة في ثمن النهائي صعبة مهما كانت هوية المنافس، لأن كل المتأهلين لديهم مستوى جيد، أما بخصوص العقدة فلا مكان لها في كرة القدم، ربما ظروف معينة جعلتنا نخسر من المنتخب الغيني في 5 مباريات سابقة، لكن الآن المعطيات مختلفة للغاية، ومنتخبنا يمر بأفضل حالاته، وعلينا التأكيد على هذا بالفوز والمرور إلى ربع النهائي، وانا شخصيا متفائل بالذهاب أبعد من الربع، فلدينا مدرب مميز، ولاعبين بإمكانيات كبيرة، فلم لا الوصول إلى النهائي والتتويج. هناك من لا يزال ينتقد الخضر رغم كل هذه النتائج ما تعليقك؟ باختصار أطلب من هؤلاء ترك الأستديوهات المكيفة والنزول إلى الميدان، عوض الانتقاد الهدام، فالأعمى فقط هو الذي لا يرى تحسن مستوى منتخبنا، لا يجب أن نتحدث ونحلل من منطلق خلفيات تاريخية أو عقد نعاني منها من الماضي، فمن حق هذا الجيل أن يفرح ويحقق إنجازا عظيما، وإذا ما تمكنوا من ذلك فإنهم سيكتبون أسماءهم بأحرف من ذهب، وهذا لن ينقص أبدا من قيمة تتويجنا باللقب الوحيد سنة 1990، فالتاريخ يسع الجميع وعلينا التحلي بروح الوطنية والوقوف إلى جانب المنتخب إلى آخر لحظة.