أجمع أغلبية المشاركين في معرض الجزائر الدولي في يومه الأول أن إقبال الزائرين هزيل سواء تعلق الأمر بالزبائن والمتعاملين الاقتصاديين أو بالعامّة، وأشار بعضهم إلى أن جزءا كبيرا منهم يقصد أجنحتهم بحثا عن العمل في مؤسساتهم. كما أثنى العارضون على تحسن عملية التنظيم، وإن أبدت فئة منهم تذمرها من الإجراءات الأمنية المشددة التي ضايقتهم على حد قولهم. شهد معرض الجزائر الدولي في طبعته الأربعين والذي يحتضنه قصر المعارض بالصنوبر البحري بالعاصمة من الثاني إلى الثامن من الشهر الجاري إقبالا ضعيفا في اليوم الأول، وذلك مقارنة بالطبعات السابقة، حيث كان من الصعب الولوج إلى قصر المعارض بسبب طوابير السيارات الطويلة والحشود التي تتجمع أمام الأبواب الرئيسية، بعكس ما وقفنا عليه أول أمس لدى زيارتنا المعرض، إذ كانت حركة المرور مع الزوال سلسة على العموم ولا وجود للتدافع عند الباب الرئيسي. كما أن أغلبية الزائرين كانوا من فئة المراهقين والشباب وكذا الجنس النسوي. وقد أكد أغلب ممثلي المؤسسات المشاركة في هذا المعرض والمقدر عددها بحوالي 1600 مؤسسة تمثل 40 بلدا عربيا وأجنبيا، قلة الإقبال مقارنة بالطبعات السابقة، آملين أن يزداد في الأيام المقبلة التي عادة ما تشهد توافدا أكبر من الأيام الأولى، ولم يخف هؤلاء استغرابهم من قلة إقبال فئة المتعاملين الاقتصاديين والتجار الذين خُصصت لهم الفترة الصباحية لزيارة مختلف الأجنحة والتعرف على منتجات كل مؤسسة بهدف التعامل التجاري وإبرام الصفقات. وبهذا الخصوص أكدت ممثلة شركة وطنية متخصصة في صناعة الزرابي أنها لم تتلق أي عرض تجاري طيلة اليوم، وهو ما أكده من جهته ممثل شركة عربية تُعنى بالملابس التقليدية وفي سياق متصل، أشار أكثر من عارض تحدثنا معه إلى ظاهرة اعتبروها جديدة في هذه الطبعة وهي أن نسبة كبيرة من الحضور لا يزورون أجنحتهم من أجل الإطلاع على هذه السلعة أو تلك البضاعة وإنما بغية الاستفسار عن إمكانية الظفر بمنصب عمل في شركتهم، حتى أن أحد المشاركين علق قائلا: "أحيانا يخُيّل إليّ أنني في صالون للتشغيل لا في معرض للسلع والخدمات من كثرة ما سألوني عن مناصب شغل". ومع أن هذه الطبعة كانت فرصة لعرض سلع وخدمات أكثر من 12 قطاعا تتمثل أساسا في الأشغال العمومية والبناء والصناعات الكهربائية والالكترونية والميكانيكية والصناعة التقليدية والأثاث والمعادن، إلا أن أجنحة هذه القطاعات لم تلق ذلك التوافد الذي عرفته الأجنحة المخصصة لعرض المواد الغذائية بمختلف أنواعها وكذا العطور ومواد التجميل سواء المحلية أو الأجنبية والتي أقبلت عليها الفتيات والنسوة بشكل ملفت للانتباه. ولم تكن الأجنحة التي عُرضت فيها الآلات الكهرومنزلية أقل حظا من هذه الأخيرة مع فرق في جنس الزائر الذي غالبا ما يكون من الرجال. إجراءات أمنية مشددة وتحسن ملحوظ في التنظيم أكثر ما لفت انتباهنا خلال زياراتنا هذه التعزيزات الأمنية المتخذة داخل المعرض وخارجه، حيث سجلنا حضورا قويا للعشرات من عناصر الشرطة وأعوان الأمن وانتشارا كبيرا لما يُسمون بأعوان "اليقظة" في كل مكان في المعرض، بالإضافة إلى عناصر الأمن في الزي المدني الذين كانوا لا يترددون في إيقاف من يشتبهون به وتفتيشه مع أن عملية التفتيش تتم على مرحلتين قبل ولوج المعرض وفي مرحلة ثالثة عند الدخول إلى أحد الأجنحة الرئيسية. ولم تستثن هذه الإجراءات المشاركين، وهو ما جعل بعضهم الأجانب على وجه الخصوص يتذمر عندما سألناهم عن الظروف الأمنية في المعرض مما اعتبروه مبالغة في الاحتياطات الأمنية جعلتهم يشعرون بأنهم في وضع غير طبيعي. أما الزائرون فقد أعرب الكثير منهم عن ارتياحهم لتلك الإجراءات الأمنية التي تجعلهم _ على حدّ تعبيرهم يتجولون في كافة أنحاء المعرض بحرية وأمان دون الخوف من الاعتداءات أو السرقات. وعن عملية التنظيم هذا العام، فقد أشار أغلبية من سألناهم بأنها تحسنت نسبيا عما كانت عليه في الطبعات الفارطة. إيمان بن محمد:[email protected]