كشف رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث البروفسور مصطفى خياطي عن تسجيل 20 ألف طفل مصاب بتشوهات خلقية سنويا في الجزائر ، بينما أصيب حوالي 70 ألف شخص بإعاقات ذهنية أثناء الولادة ، مما يستوجب دق ناقوس الخطر فيما يخص الصحة الإنجابية للأطفال في الجزائر. حيث أوضح المختص في أمراض النساء والتوليد الدكتور ميلود زموشي أن 10 بالمائة من نساء المناطق الصحراوية النائية يلدن في البيت مما يعرضهن لمخاطر الولادة التي تنعكس سلبا على المولود خاصة عندما يستعمل الملقاط لاستخراجه. وأشار المتحدث إلى أن التشوهات الخلقية التي تصيب الجنين في رحم أمه تحدث عادة بسبب الكروزومات حيث توجد 30 حالة تشوه خلقي لكل 15 ألف حمل يحدث عندما تكون المرأة في سن متأخرة مما يعرضها للإصابة بالسكري و ارتفاع الضغط الدموي و التشوهات التي تصيب المشيمة. ولم ينف المتحدث وجود عوامل أخرى وراء تشوهات الجنين الخلقية كتعاطي المخدرات والإدمان على الكحول والتدخين والتعرض للإصابات النفسية ، علما أن زواج الأقارب يساهم بحوالي 2 بالمائة من مجمل الحالات. كما أرجع العديد من المختصين ارتفاع حالات الإصابة بالتشوهات الخلقية التي تصيب المواليد خاصة في المستشفيات العمومية إلى ظروف التوليد العسيرة التي تساهم بشكل خطير في تدني الصحة الإنجابية للحامل، مما يعرضها في كثير من الأحيان للوفاة ، حيث كشف آخر تقرير لوزارة الصحة وإصلاح المستشفيات أن 600 امرأة حامل تتوفى سنويا في الجزائر نتيجة تعقيدات أثناء الحمل أو الولادة بما يعادل 97 وفاة في كل مئة ألف حالة ، بينما تفقد الحياة 50 بالمائة من النسوة الحوامل في المناطق الريفية داخل سيارات الإسعاف أثناء تحولهن إلى مستشفيات أخرى. وإضافة إلى ذالك يتوفى 30 مولودا في كل ألف ولادة طبيعية ، كما أكد التقرير أن 18.4 بالمائة من الحوامل يتوفين بسبب ارتفاع الضغط الدموي الذي يغفل عنه الأطباء في كثير من الأحيان مما يحول دون إنقاذ حياتهن، كما تتوفى 16، 6 بالمائة من الحوامل بسبب النزيف الدموي. وفي السياق نفسه يرى الأمين العام لجمعية الخواص في أمراض النساء والتوليد الدكتور فريد عيبوش ، أن التشخيص الجيد للحمل ومراقبة تطوره يساهم في التقليل من التشوهات الخلقية وتفادي مخاطر الولادة ، معتبرا جهاز الكشف بالأشعة "دي 3" يسمح بتشخيص حوالي 70 بالمائة من التشوهات التي تصيب الجنين بما يقدمه من تشخيص دقيق للأمراض الباطنية للجنين كالقلب والعمود الفقري عكس جهاز الكشف العادي. وأوضح أن تناول الحامل للأدوية بشكل مفرط يؤثر سلبا على الجنين ويصيبه بتشوهات خلقية إضافة للالتهابات والجراثيم التي تكثر في الرحم كما طالب المختص في أمراض النساء والتوليد الدكتور قاسم شافي إلى ضرورة توفير الظروف الملائمة للقابلة كي يتسنى لها الحفاظ على الحوامل أثناء الولادة ، وحسبه فإن توليد حوالي 25 حاملا في اليوم يسبب للقابلة ضغوطا مختلفة تؤثر سلبا على المولود ، وأكد المتحدث أن صندوق الأممالمتحدة للسكان يسعى لإنقاذ 5 ملايين امرأة حاما على الأقل والقضاء على 80 مليون مرض ناتج عن الولادة قبل حلول سنة 2015 كما يعمل على تقليل 30 بالمائة من مخاطر الولادة خلال خمسة سنوات القادمة. بلقاسم حوام