أحدث شراء القناة الفرنسية "كنال+ سبورت" لحقوق البث التلفزي الخاص بالدور الأخير لتصفيات كأس أمم إفريقيا 2013، ومباراة "الخضر" وليبيا تحديدا، نوعا من "الفتنة" لدى المشاهد الكروي الجزائري. ويتطرّق الجمهور الكروي الجزائري عبر المنتديات الإلكترونية ومواقع التواصل الإجتماعي الإلكتروني (الفيسبوك مثالا) لهذا الموضوع بنوع من "الإنبهار"، سواء من ناحية المادة الإعلامية المقترحة أو جودة الصور أو سعر الإشتراك الذي حدّدته "كنال+ سبورت". وكان الرأي العام الكروي الجزائري والعربي بصفة عامة قد سئم ابتزاز واستغباء فضائيات "ذوي القربى" لما يحين موعد الإستحقاقات الكبرى من فصيل المونديال أو كأس أمم إفريقيا. وعليه فمن شأن دخول "الإفرنج" - أو بالأحرى عودتهم - لهذا السوق فضلا عن منافسين آخرين، أن يريح المشاهد العربي "الغلبان" الذي تفنّن "تجار الفضائيات" - التي يفترض أنها أهلها أقاربه - في نفض ما تبقى في جيبه الفارغ أصلا. وما لا يعلمه المشاهد العربي "البسيط" أن مسؤولي الفضائيات هم من أرادوا الإحتكار ونبّهوا بلاتر رئيس الفيفا ورؤساء مختلف اتحاد الكرة، لفكرة تقسيم العالم إلى مناطق يتم من خلاها بيع حقوق البث التلفزي لكبرى استحقاقات هذه الرياضة، فمثلا بدلا من التفاوض بإسم الوطن العربي الكبير دفعة واحدة، يتم تفتيت هذا الأخير إلى ما يسمونه ب "الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"..وقد يقبل الأمر لو كانت المبادرة من ورائها "الرجل الأبيض" ولكن الحيلة كانت من بنات أفكار "الأعراب"..وسيرا عبر هذا الخط المادي الصرف، كان الفرنسي ميشال بلاتيني قد اقترح تسعينيات القرن الماضي - زمن ترأسه لمنصب مدير الكرة بالفيفا - فكرة تنظيم المونديال مرة كل سنتين بدلا من أربعة أعوام..من أجل تسريع وتيرة جني الغلال وتعظيمها، قبل أن يقبر مشروعه في المهد.